يسعى اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى نقل عملية ما يسمى بـ"الكرامة" الى قلب العاصمة الليبية طرابلس بعد فشل دخوله الى مدينة بنغازي ثلاث مرات منذ انطلاق حملته العسكرية في السادس عشر من مايو/أيار الماضي.
ويعتقد خبراء أن المعركة أوسع وأكبر من محاولة السيطرة على مطار طرابلس الدولي أو بعض المقار الحكومية التي تسيطر عليها ميليشيات "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني"، إذ إن هناك تحالفات عقدتها كتائب الزنتان كرأس حربة للثورة المضادة مع مناطق ومجموعات في كل المدن الغربية وبعض مدن الجبل وداخل طرابلس.
وأشاروا إلى أن الخطر يتمثل في أن بقايا الجيش مثل كتيبة 101 في تاجوراء والشرطة العسكرية وكتيبة الصاعقة في غريان ومعسكرات تابعة للجيش في مدن باطن الجبل وغيرها، تسير في ركب "كرامة حفتر".
ويُتوقع بحسب مصادر، دخول مديريات اﻷمن واﻹسناد اﻷمني في طابور "الكرامة"، فيما هناك تردد في الزاوية وغريان، مع صمت مطبق في مدن ما بعد الزاوية.
وأضافوا أن طرابلس تقع تحت سيطرة جهات مختلفة والعديد من الشخصيات، كما أن كثيراً من قادة ومكونات الثورة نزعوا خوذة القتال، فيما درع الوسطى اضطر للدخول بسبب ضغوط في مصراتة وقال إنه سيحسم دون انحياز ﻷحد. كما رفضت مجموعات من مصراتة قيادة صلاح بادي لعملية ما يسمى بـ"فجر ليبيا"، وأعلنت درع الغربية والقوة الرابعة في غريان أن لا دخل لها في المواجهة وتكتفي بالدفاع عن مدنها.
على صعيد آخر، أكد مجلس شورى مصراته في بيان له تأييده للعمليات العسكرية في طرابلس، رافضاً التسويق لها بأنها حرب بين قبائل، معتبراً إياها استرجاعاً لثورة السابع عشر من فبراير، مؤكداً رفضه دعوة الحكومة للتدخل الأجنبي بدعوى فرض الأمن في طرابلس.
من جانبها، أعلنت قوات درع الوسطى على لسان آمرها العقيد محمد موسى توجّهها إلى طرابلس لتأمين مطار المدينة، في خطوة عدّها مراقبون إجماعاً من مدينة مصراته و12 مدينة مجاورة لطرابلس على حسم معركة "فجر ليبيا" والسيطرة التامة على مرافق الدولة في العاصمة الليبية وتأمينها.
وخرجت تظاهرة حاشدة في مدينة تاجوراء تأييداً لثورة السابع عشر من فبراير، ورفضاً لمنطق الانقلابات العسكرية على المسار الديمقراطي، مفندة ما أشاعته وسائل إعلام محلية من إغلاق مجموعة مسلحة من تاجوراء الطريق ما بين طرابلس ومصراته.
وأكد مصدر لـ"العربي الجديد"، رفض ذكر اسمه، أن رئيس حكومة تسيير الأعمال عبد الله الثني اتصل بأعيان من مصراته طالباً الأمان لنفسه وأسرته مقابل إعلانه تأييد عملية "فجر ليبيا" لتحرير العاصمة طرابلس، ورفضه لمحاولة حفتر العسكرية الانقلابية. ولم يكشف المصدر رد القيادات العسكرية وأعيان قبائل مصراته على مبادرة الثني.
وشهد محيط مطار طرابلس الدولي هدوءاً نسبياً بعد المعارك الطاحنة الدائرة في محيطه والتي انطلقت في الثاني عشر من يوليو/تموز الجاري، مع استمرار محاصرته من قبل قوات "فجر ليبيا".