ليبيا: انتشار ظاهرة انتحار الأطفال... والحكومة تتهم لعبة "تشارلي"

15 ابريل 2017
التحقيقات مستمرة والمنتحرون قضوا شنقاً (عبد الله دوما/فرانس برس)
+ الخط -



أثارت حالات انتحار عدد من الأطفال في مدينة البيضاء مقر حكومة البرلمان شرق البلاد جدلاً في الأوساط الليبية، وتساؤلات عن أسباب انتشارها، في حين توجهت أصابع الاتهام للعبة "تشارلي" على الإنترنت.

وكانت وزارة الصحة التابعة لحكومة البرلمان أكدت في بيان لها يوم أمس الجمعة، وقوع عشر محاولات انتحار، توفي منها ستة أطفال ونجا أربعة أغلبهم بين سن العاشرة والتاسعة عشرة خلال الأسبوعين الماضيين.

ونفت الوزارة الأنباء التي أعادت أسباب الانتحار لتعاطي حبوب مخدرة، مؤكدة أن التحاليل الطبية للأطفال المتوفين أثبتت عدم تعاطيهم المخدرات، مشيرة إلى أن القاسم المشترك بين كل الوفيات هو استخدامهم الحبل لشنق أنفسهم.

وعن الناجين ذكرت أن أهاليهم لا يتعاونون مع الجهات ذات الاختصاص، والحديث معهم عن بواعث إقدام أبنائهم على الانتحار، مؤكدة أن آخر الحالات كانت يوم أمس الجمعة لطفل في سن العاشرة.

وأكد رئيس مركز الخبرة القضائية في مدينة البيضاء، عمر الحجازي، خلال تصريح صحافي سابق "إن لعبة تشارلي على الإنترنت لا علاقة لها بحالات الانتحار، وإن لجنة من الخبراء تألفت من أطباء شرعيين ومحللين جنائيين ونفسيين توصلت إلى نتائج بنسبة 30 في المائة من التحقيقات، وتعلن نتائج التحقيقات فور اكتمالها في مؤتمر صحافي لاحقاً".

واستهجنت أوساط ليبية بياناً صادراً عن وزارة الداخلية التابعة للحكومة تعتبر فيه أن "لعبة على شبكات الإنترنت" هي السبب في إقدام الأطفال على الانتحار، مؤكداً أن لعبة "تشارلي" ذائعة الصيت "خطر على الأمن القومي الليبي" وإنها تسبب للأطفال "أعراضاً غريبة وكوابيس وأمراضاً نفسية تصل إلى حد الانتحار".

وأوضحت الوزارة التي يسيطر عليها التيار المدخلي السلفي أن اللعبة "تنسب لشيطان مكسيكي كما تروي الأساطير يتم استحضاره داخل هذه اللعبة بما يدخل في نطاق الشِّركيات التي ينهى عنها ديننا الحنيف" يتم فيها "مناداة تشارلي حتى يتحرك القلم بعد التلفظ ببعض الطلاسم والألفاظ الغريبة".

وكانت بيانات وآراء لسلطات شرق البلاد متأثرة بأفكار التيار المدخلي لقيت شجباً واستنكاراً في أوساط ليبية من بينها منع الليبيات من السفر دون محرم، ومصادرة الكتب، وبثت فتاوى مستغربة من بينها تكفير من يقول بكروية الأرض.


المساهمون