يرغب الفلاح علي الخيتوني في العودة إلى أرضه، جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، لكي يفلحها من جديد، بعد تعرّض محصوله الزراعي من الحمضيات والزيتون للحرق بسبب القذائف العشوائية من القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقال الخيتوني، لـ"العربي الجديد": منذ شهر إبريل/نيسان الماضي، غادر المزارعون الأراضي في تلك المناطق بقصر بن غشير وطريق المطار، والتي تحولت إلى ساحة معارك، مشيراً إلى أن هذه المناطق تشكل أحد المصادر الرئيسية لأسواق الخضروات في طرابلس.
وفي نفس السياق، يؤكد أحد ملاك الأراضي الزراعية في منطقة النشيع، على الزطريني، أن خسائره بلغت مليون دينار (الدولار = 1.4 دينار) جراء تدمير مزارعه. وتبلغ الأراضي الصالحة للزراعة في ليبيا، وفق البيانات الرسمية، نحو 3.6 ملايين هكتار، تعادل 2.07% من إجمالي مساحة البلاد، ويعمل بهذه الأراضي ما يقرب من 100 ألف مزارع.
ويؤكد المزارع على الفزاني، لـ"العربي الجديد"، أن هناك صعوبة في إرسال المنتجات الزراعية للشمال بسبب الحرب القائمة، موضحا أن مختلف الأسواق المعنية بالخضروات مقفلة.
ومن جانبه، قال مدير إدارة الإعلام في وزارة الزراعة الليبية، كامل بن عيسى، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "مختلف الأراضي الزراعية تضررت بسبب الحرب في جنوب طرابلس، وهناك نقص في محصول الحمضيات، لذلك لجأت الدولة إلى الاستيراد من الخارج لتغطية العجز في الأسواق". ومنذ تسعة أشهر من المواجهات المسلحة في مناطق جنوب طرابلس، أجبرت مئات الأسر على الهرب من مساكنها والنزوح إلى مناطق آمنة.
ويشير تاجر جملة، علي الورشفاني، إلى أن الأسواق حالياً تعتمد على استيراد الخضروات والفواكه من الدول المجاورة، تحديداً من تونس ومصر، وذلك بسبب تراجع المحصول الزراعي في المناطق المحيطة بطرابلس، في ظل تواصل الحرب.
ويقول الورشفاني، لـ"العربي الجديد"، إن "الأمن الغذائي مفتقد، فكل شيء يستورد من الخارج، حتى الحبوب إنتاجها تراجع بشكل كبير جداً في السوق".
وكانت الدولة تساهم في دعم الفلاحين سنوياً بقيمة 6 ملايين دينار سنوياً للسماد واليوريا، بالإضافة إلى دعم أسعار الحبوب وبذور الزراعة بنسبة 50 بالمائة، ولكن بعد إجراءات التقشف منذ عام 2015 توقف الدعم. وذكرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن ليبيا ضمن 41 بلدًا لا تزال بحاجة إلى مساعدات غذائية خارجية، بسبب استمرار النزاع، وضغوط التدفق الكبير للاجئين من البلدان المجاورة.