ليال بيضاء

12 فبراير 2019
فيكتور دايسوم/ أوكرانيا
+ الخط -

أنذا أستيقظ بعد أربع ساعات. عادت ريمة لعادتها القديمة إذن. كل بيت جديد أسكنه، أنام لياليه العشر أو الأربع عشرة الأولى، عميقاً: ما يعني ثماني ساعات أو أكثر. ثم، شيئاً فشيئاً، يتناقص نومي، حتى يصل أحياناً إلى الرقم صفر.
ما يسمونه في الغرب: الليالي البيضاء.

وعلى عكس المصريين، الذين يمدحون النهار الأبيض، فإن ليالي الأوروبيين البيضاء مذمومة. ألاحظ كذلك، أن نومي يضمحل كلما استغرقتُ في مشروع كتاب، ولا يهم نوعه الأدبي.

فالكتابة اليومية، ولو صفحة، تتقاضاني دينَها على شكل نوم متقطع، أو أرق طويل. وكارلوتا لم تحس بهذا بعد، لكنها ستلاحظه وستستريب في ما بعد. مثلما حدث مع إلبيرا في باي دي برون. لكن إلبيرا تفهمت الوضع أخيراً، لأنني، كما قالت بلهجتها المصرية: "فنان بَقى". وأنا شكرت لها حسن تصورها عن العبد الفقير إلى الفن. أما كارلوتا العجوز فلا أظنها ستفهم.

وكيف ستفهم واحدة صرفت عمرها في لاس فيغاس؟
إنها تنام كل ليلة بعمق، بعد أن تأخذ كأس الويسكي الكبير كعادتها.
77 عاماً ولا تزال قوية خلا وجع الركبتين حين تصعد درجات السلم السبعين. ألاحظ أن أكلها معتبر ومتنوع وتهتم به جداً. كارلوتا تذكرني بما كتبه هنري ميللر عن هذه السن.
المهم: أنذا آرق.

وهي ذي ريمة تعود لعادتها القديمة. فيا ليته الشعر، لكنت تدفع الثمن راضياً، ولكنها اليوميات متاحة على قارعة الطريق.

المساهمون