على عكس ما يتعرض له المسلمون من مضايقات واضطهاد في أوروبا، بسبب تصاعد الخطاب العنصري المعادي للإسلام، أوضح مقال نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية في عددها اليوم الأحد، أن واقع المسلمين في البرازيل أحسن حالاً، وذلك بالنظر لغياب أي مواقف معادية للإسلام داخل أكبر بلد كاثوليكي في العالم، وتزايد أعداد البرازيلين الذين يعتنقون الإسلام.
وجاء في المقال أنه غداة الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس، كتبت على جدار أكبر مسجد بالبلاد في ساو باولو عبارة "أنا شارلي"، لتتم بعد ذلك إزالتها بسرعة، فيما اعتبرت وسائل الإعلام المحلية الأمر "حادثاً معزولاً" لا يعكر صفو التسامح الديني السائد.
وبخصوص هويات الأشخاص الذين يترددون على مسجد ساو باولو، أوضح المقال أن ثلثهم يتحدرون من القارة الأفريقية والشرق والبلدان العربية، وجزء منهم من الشباب الذين حلوا بالبلاد حديثاً. أما الأغلبية الكبرى المتبقية فتتألف من البرازيليين الذين اعتنق قرابة نصفهم الإسلام في السنوات الأخيرة. وحتى يسهل على هؤلاء استيعاب تعاليم الإسلام فإنهم يحرصون على وضع سماعات تقدم الترجمة الفورية للخطب التي تلقى داخل المسجد.
مقال "لوموند" أشار في المقابل إلى أن البرازيل تعرف منذ عقد ونصف من الزمن ارتفاعاً مهماً لعدد المسلمين. وفي هذا الصدد استقت الصحيفة تصريحاً لأستاذ للأنتروبولوجيا يدعى فرانسيروزي فيريرا، قال من خلاله إنه يصعب معرفة العدد الحقيقي للمسلمين في البرازيل، بما أنهم يدرجون في خانة "ديانة أخرى"، موضحاً أن التقديرات تشير إلى أن عددهم يصل إلى مليون شخص (من أصل 200 مليون مواطن برازيلي)، بيهنم 30 و50 في المائة ممن اعتنقوا الإسلام حديثاً، وذلك بحسب المناطق.
كذلك نقلت الصحيفة عن مواطنة برازيلية تدعى كريستيان بيرتولينو اعتنقت الإسلام في عام 2008 قولها: "أتحدر من عائلة كاثوليكية ولم أواجه أية مشاكل منذ قررت أن أضع الحجاب، حتى داخل مقر عملي. أن يكون المرء مسلماً في البرازيل أمر طيب، ربما هذا هو أفضل مكان لذلك. لا أنفي عدم وجود أفكار مسبقة أو احتكاكات، لكن لا يوجد صدام".
وسردت الصحيفة كذلك مشوار طالبة سورية وصلت إلى ساو باولو في سبتمبر/أيلول 2013، بعدما حصلت على حق اللجوء "بعدما طرقت جميع أبواب السفارات بتركيا، كانت سفارة البرازيل الوحيدة التي منحتني تأشيرة السفر". هذه الأخيرة أضافت "البرازيل بلد مضياف بشكل كبير، لكن يصعب مع ذلك ممارسة شعائر الإسلام. الأكل الحلال باهظ الثمن، ويصعب العثور عليه، وحتى إذا كانت نظرات الأشخاص غير سيئة، فإننا نحس باختلافنا".
اقرأ أيضاً: الداخلية الفرنسية تدين مقتل مواطنة مسلمة