لوكاكو إلى إنتر ميلان: أقل من إيكاردي أكثر من "بيلي" إيطاليا

08 اغسطس 2019
لوكاكو سيقود خط هجوم "النيراتزوري" (العربي الجديد)
+ الخط -
وقع المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو رسمياً فريق إنتر ميلان الإيطالي. المهاجم ذو البنية الجسدية القوية، المقاتل على أرض الملعب والحاسم داخل منطقة الجزاء يعرف جيداً أن المهمة لن تكون سهلة مع المدرب أنطونيو كونتي "المهووس تكتيكياً وانضباطياً".

وقبل أن يرتدي لوكاكو قميص "النيرازوري" ذا الخطوط الزرقاء والسوداء، عليه أن يعرف دوره على أرض الملعب في الرحلة الجديدة. دوره الذي لطالما ميزه مع مانشستر يونايتد الإنكليزي ومنتخب بلجيكا، الذي ربما منحه لقب "الرقم 9" العصري أو التقليدي الذي ما زال يتناسب مع الكرة الحديثة.

لكن مع أنطونيو كونتي الأمور لن تكون نفسها كما كانت في السابق، مع التنويه بأن دور لوكاكو لن يتغير كثيراً عن السنوات السابقة، ذلك أن المدرب الإيطالي يملك ميزة التوظيف المثالي لكل لاعب مهما كانت إمكانياته ضعيفة أو قوية على أرض الملعب، وهنا يخطر في البال دور جياكيريني في إيطاليا "الجندي المجهول" الذي قلب المُعادلة في "يورو" 2016.

دور أقل من إيكاردي

مع وصول روميلو لوكاكو المتوقع إلى إنتر ميلان، يبدو أن حقبة ماورو إيكاردي انتهت لسبب واحد لا سواه، وأن اللاعبين يتشاركان نفس صفات المهاجم رقم "9". الحسم داخل منطقة الجزاء، القدرة الكبيرة على حجز الكرة وجذب المدافعين، التسديدات الأكروباتية المباشرة والكرات الرأسية من الكرات العرضية. جميعها صفات المهاجم الكلاسيكي الحاسم داخل "الصندوق".

ورغم التشابه الكبير بين لوكاكو وإيكاردي في طريقة اللعب وخصوصاً ميزة الحسم داخل منطقة الجزاء، إلا أن البلجيكي يملك صفات إضافية ينفرد بها. الصفة الأولى تتمثل بالقوة البدنية المرعبة التي تُطيح بأقوى المدافعين، ففي أحد استديوهات تحليل الدوري الإنكليزي، تحدث تييري هنري عن دور لوكاكو في صناعة هدف لمانشستر يونايتد أمام مدافع ساوثهامبتون ويسلي هويدت.

وفي هذا الصدد، أشار هنري في هذه اللقطة إلى القوة الجسمانية للوكاكو الذي تغلب على المدافع هويدت وتخلص من رقابته بجسمه، ثم خطف الكرة برأسه وسجل الهدف. أما الصفة الثانية التي تُميز البلجيكي فتتمثل بامتلاكه المهارة الفردية للتخلص من المدافعين، تارةً عبر المراوغة والاندفاع بقوة نحو المساحة مع حماية نفسه والكرة مُستعملاً بنيته الجسدية، وطوراً عبر التمريرات الصحيحة خلف المدافعين، ومن ثم صناعة الفارق في الثلث الأخير.

أكثر من بيلي إيطاليا

الجميع يتذكر المهاجم بيلي أحد أبرز نجوم "الأزوري" في "يورو" 2016، ذلك المهاجم الحاسم داخل منطقة الجزاء الذي وظفه أنطونيو كونتي بطريقة مثالية، ونجح في تطبيق الـ "Link Up Play" بأفضل طريقة. فعندما كان بيلي يخرج من الثلث الأخير لتسلم الكرة ثم يختار ما بين تصرفين: الأول حجز الكرة بسبب قوته البدنية وانتظار تقدم لاعبي خط الوسط أو الأظهرة، أو تسلّمها وتمريرها إلى المهاجم الثاني المتقدم في خطة (3-5-2) وتبديل المركز معه ومنحه أفضلية في خط المقدمة.

لكن لماذا الربط بين دور بيلي مع المنتخب الإيطالي تحت قيادة كونتي ودور لوكاكو في إنتر ميلان؟ الأمور على الورق تبدو سهلة نسبياً في حال اعتمد المدرب الإيطالي خطته المُحببة (3-5-2)، لاوتارو مارتينيز مهاجم ثان إلى جانب لوكاكو، والأخير مهاجم صريح في المقدمة.

وعليه، فإن كونتي سيستفيد من لوكاكو بطريقتين، إما الاعتماد على أسلوب لعبه المُعتاد الذي يجعله مهاجماً متكاملاً عبر المراوغة، حجز الكرة، استغلال الفرص، تسجيل الأهداف، أو منحه دور "بيلي" الذي طبقه في "يورو" 2016، والذي سيجعله يعود أكثر للوراء لتسلم الكرة وصناعة "لينك آب" مع زملائه، وخصوصاً لاوتارو مارتينيز الذي دائماً ما يتحرك خلف المهاجم الصريح في منطقة صناعة اللعب.

لوكاكو في إنتر ميلان صفقة قوية، وقد تصنع الفارق في هجوم "النيراتزوري" في حال وظف كونتي البلجيكي بالطريقة المثالية. وبناءً على ما ذُكر، فإن لوكاكو لن يلعب دور إيكاردي بشكل كامل بل أقل من ذلك مع ميزات إضافية على صعيد التحرك وفتح الملعب، ومع كونتي سيلعب حتماً دوراً أكبر من "بيلي" إيطاليا، لأنه يراوغ أكثر ويخلق المساحة لنفسه أكثر ويُسجل من خارج وداخل منطقة الجزاء أكثر.

المساهمون