القلق والتوتر والرهاب والاغتراب والفصام، وغيرها من الأمراض والاضطرابات النفسية، بكل آلامها، حررها فنانون أردنيون شباب من غرف الأطباء والاستشاريين النفسيين وأفسحوا المجال لها للدخول في عالم جماهيري رحب، علّهم يحطمون صورة نمطية عن المرض النفسي، ووصمة اجتماعية تلاحق المرضى.
الفنانون العشرة وهم رسامون ومصورون شاركوا في المعرض الذي حمل عنوان "المرض النفسي- بين الأمل والألم" الذي نظمته في عمّان جمعية "دوبامين" للتوعية بالصحة النفسية التي تأسست كمبادرة في مايو/ أيار الماضي، وحصلت مؤخراً على ترخيص وزارة الصحة الأردنية.
ثمانون لوحة حاكت المعاناة التي يعيشها المرضى النفسيون، من دون أن تغفل عن الأمل وهي ترسم المعاناة. عن ذلك، تقول رئيسة جمعية "دوبامين" واستشارية العلاج النفسي، أمينة التميمي: "نريد أن يدرك الناس أنّ المعافاة النفسية حق لهم تماماً كما هي المعافاة الجسدية. من حقهم أن يغادروا خوفهم من المرض النفسي ويتعاملوا معه كأيّ مرض عضوي يصيبهم. نريدهم أن يتوقفوا عن إخفاء أوجاعهم داخلهم حتى لا تتراكم وتنعكس على صحتهم".
تتابع: "بعض الفنانين الذين أبدعوا لوحات المعرض ترجموا مشاعرهم الحقيقية وإحساسهم بالوحدة والقلق، وعبروا عن آلامهم الذاتية في مرحل محددة. وتبين اللوحات أنّ من بينهم من تألم وعانى ولم يجد من يقف إلى جانبه".
تعتبر التميمي أنّ المعرض فرصة للتعامل مع الأمراض والاضطرابات النفسية ضمن مفاهيم جديدة تحفز الناس على المبادرة للمطالبة بحقهم في التعافي النفسي، بعد كسر الصورة النمطية التي لازمت المرض في الأردن، وجعلت الناس يخافون من التصريح عن آلامهم أو طلب المساعدة.
الدكتورة في علم النفس فداء أبو الخير، أحد مؤسسي "دوبامين" تعلّق: "حرصنا على أن نوصل للناس أهمية الصحة النفسية بصور مغايرة وغير نمطية، فكانت مزيجاً من الفن والصحة. بعض اللوحات فيه كمية كبيرة من الألم، وبعضها فيه أمل برغم كلّ الألم".
تؤكد أبو الخير على أهمية الدور الذي يلعبه الفن في تبني القضايا العميقة للناس، لإيصال رسائل قوية ومعبرة تساهم في إحداث تغير اجتماعي حقيقي: "التوعية بالصحة النفسية أمر مهم، فهي تساهم في الوقاية من الأمراض. كذلك، هي تلغي الوصمة التي تطارد المرضى والتي تجعلهم مترددين في الإقبال على العلاج".
مذ ولدت فكرة المعرض قبل أشهر، عقدت الجمعية جلسات تثقيفية للفنانين لتعريفهم بشكل أكبر بالأمراض والاضطرابات النفسية، حتى يصبحوا أكثر إلماماً بها من أجل محاكاتها في لوحاتهم.
يقول المصور الفوتوغرافي أحمد حداد: "هذه أول تجربة أخوضها في هذا المجال... سعيد بهذا الإنجاز وباستغلال طاقتي في نشر الأمل بين المرضى النفسيين وتحفيز الخائفين منهم للإقبال على العلاج". حداد الذي شارك بمجموعة صور مفاهيمية يقول: "لمست معاناة المرضى بعدما قرأت طويلاً عن الأمراض النفسية والأعراض المصاحبة لها، فقدمت صوراً تحاكي العزلة والرهاب الاجتماعي، لكنها تنثر الأمل بالقدرة على التخلص من الألم".
اقــرأ أيضاً
لم تخجل الفنانة سارة الأسمر (16 عاماً) من القول إنّ لوحاتها تعبر عن الضغوط النفسية التي كانت تعاني منها، لتلامس فيها حالة القلق والتوتر التي يعانيها المضطربون نفسياً. تقول الأسمر: "كلّ شخص يمكن أن يكون مضطرباً أو مريضاً نفسياً، وعلى الناس أن تدرك أنّ الأمر ليس خطيراً بل مرضاً يمكن علاجه مثل كلّ الأمراض".
من جهتها، شاركت الفنانة إيمان عبيدي (17 عاماً) التي تطمح لدراسة الهندسة، في المعرض لاهتمامها بالمطالعة عن الاضطرابات والأمراض النفسية، وحرصها على التعبير عن تلك الاضطرابات والأمراض بصورة مغايرة للنظرة النمطية التي تحكم نظرة المجتمع.
قلة تتلقى العلاج
تشير دراسات أكاديمية إلى أنّ ربع الأردنيين يعانون من اضطرابات وأمراض نفسية، في وقت لا يتلقى العلاج سوى 5 في المائة فقط منهم، لأسباب تتعلق بانعدام ثقافة العلاج النفسي، أو الخوف من الوصمة الاجتماعية، أو ضعف المعرفة، أو ارتفاع كلفة العلاج. أبرز الأمراض والاضطرابات لدى الأردنيين هي: الفصام، والقلق، والاكتئاب، والرهاب الاجتماعي، والوسواس القهري.
اقــرأ أيضاً
الفنانون العشرة وهم رسامون ومصورون شاركوا في المعرض الذي حمل عنوان "المرض النفسي- بين الأمل والألم" الذي نظمته في عمّان جمعية "دوبامين" للتوعية بالصحة النفسية التي تأسست كمبادرة في مايو/ أيار الماضي، وحصلت مؤخراً على ترخيص وزارة الصحة الأردنية.
ثمانون لوحة حاكت المعاناة التي يعيشها المرضى النفسيون، من دون أن تغفل عن الأمل وهي ترسم المعاناة. عن ذلك، تقول رئيسة جمعية "دوبامين" واستشارية العلاج النفسي، أمينة التميمي: "نريد أن يدرك الناس أنّ المعافاة النفسية حق لهم تماماً كما هي المعافاة الجسدية. من حقهم أن يغادروا خوفهم من المرض النفسي ويتعاملوا معه كأيّ مرض عضوي يصيبهم. نريدهم أن يتوقفوا عن إخفاء أوجاعهم داخلهم حتى لا تتراكم وتنعكس على صحتهم".
تتابع: "بعض الفنانين الذين أبدعوا لوحات المعرض ترجموا مشاعرهم الحقيقية وإحساسهم بالوحدة والقلق، وعبروا عن آلامهم الذاتية في مرحل محددة. وتبين اللوحات أنّ من بينهم من تألم وعانى ولم يجد من يقف إلى جانبه".
تعتبر التميمي أنّ المعرض فرصة للتعامل مع الأمراض والاضطرابات النفسية ضمن مفاهيم جديدة تحفز الناس على المبادرة للمطالبة بحقهم في التعافي النفسي، بعد كسر الصورة النمطية التي لازمت المرض في الأردن، وجعلت الناس يخافون من التصريح عن آلامهم أو طلب المساعدة.
الدكتورة في علم النفس فداء أبو الخير، أحد مؤسسي "دوبامين" تعلّق: "حرصنا على أن نوصل للناس أهمية الصحة النفسية بصور مغايرة وغير نمطية، فكانت مزيجاً من الفن والصحة. بعض اللوحات فيه كمية كبيرة من الألم، وبعضها فيه أمل برغم كلّ الألم".
تؤكد أبو الخير على أهمية الدور الذي يلعبه الفن في تبني القضايا العميقة للناس، لإيصال رسائل قوية ومعبرة تساهم في إحداث تغير اجتماعي حقيقي: "التوعية بالصحة النفسية أمر مهم، فهي تساهم في الوقاية من الأمراض. كذلك، هي تلغي الوصمة التي تطارد المرضى والتي تجعلهم مترددين في الإقبال على العلاج".
مذ ولدت فكرة المعرض قبل أشهر، عقدت الجمعية جلسات تثقيفية للفنانين لتعريفهم بشكل أكبر بالأمراض والاضطرابات النفسية، حتى يصبحوا أكثر إلماماً بها من أجل محاكاتها في لوحاتهم.
يقول المصور الفوتوغرافي أحمد حداد: "هذه أول تجربة أخوضها في هذا المجال... سعيد بهذا الإنجاز وباستغلال طاقتي في نشر الأمل بين المرضى النفسيين وتحفيز الخائفين منهم للإقبال على العلاج". حداد الذي شارك بمجموعة صور مفاهيمية يقول: "لمست معاناة المرضى بعدما قرأت طويلاً عن الأمراض النفسية والأعراض المصاحبة لها، فقدمت صوراً تحاكي العزلة والرهاب الاجتماعي، لكنها تنثر الأمل بالقدرة على التخلص من الألم".
لم تخجل الفنانة سارة الأسمر (16 عاماً) من القول إنّ لوحاتها تعبر عن الضغوط النفسية التي كانت تعاني منها، لتلامس فيها حالة القلق والتوتر التي يعانيها المضطربون نفسياً. تقول الأسمر: "كلّ شخص يمكن أن يكون مضطرباً أو مريضاً نفسياً، وعلى الناس أن تدرك أنّ الأمر ليس خطيراً بل مرضاً يمكن علاجه مثل كلّ الأمراض".
من جهتها، شاركت الفنانة إيمان عبيدي (17 عاماً) التي تطمح لدراسة الهندسة، في المعرض لاهتمامها بالمطالعة عن الاضطرابات والأمراض النفسية، وحرصها على التعبير عن تلك الاضطرابات والأمراض بصورة مغايرة للنظرة النمطية التي تحكم نظرة المجتمع.
قلة تتلقى العلاج
تشير دراسات أكاديمية إلى أنّ ربع الأردنيين يعانون من اضطرابات وأمراض نفسية، في وقت لا يتلقى العلاج سوى 5 في المائة فقط منهم، لأسباب تتعلق بانعدام ثقافة العلاج النفسي، أو الخوف من الوصمة الاجتماعية، أو ضعف المعرفة، أو ارتفاع كلفة العلاج. أبرز الأمراض والاضطرابات لدى الأردنيين هي: الفصام، والقلق، والاكتئاب، والرهاب الاجتماعي، والوسواس القهري.