لوبي إيراني بوجوه جديدة في العراق

18 نوفمبر 2014
تحاول إيران تجنب الأخطاء إبان حكم المالكي(بهروزي مهري/فرانس برس)
+ الخط -

حتّمت المرحلة الراهنة في العراق في ظل حكومة حيدر العبادي والتي اختلفت سياستها عن سابقتها برئاسة نوري المالكي، على إيران إعادة دراسة مشروعها في العراق، لتبدأ في تغيير سياساتها تجاهه والبحث عن وجوه جديدة عدا تلك المستهلكة لتشكل لوبيا جديدا في العراق.

ويقول مصدر في التحالف الوطني العراقي لـ "العربي الجديد"، إنّ "إيران وجّهت دعوات لشخصيات عراقية من خارج التحالف الوطني من التيارات الإسلامية والليبرالية المستقلة، في مسعى منها إلى تشكيل لوبي جديد داخل العراق".

ويؤكد أنّها "طلبت منهم تأسيس قراءة مختلفة لما ينبغي أن تكون عليه السياسة الإيرانية إزاء العراق في المرحلة المقبلة، على ضوء ملاحظات وأخطاء ارتُكبت خلال السنوات الماضية في سياق العلاقة بين البلدين".

ويوضح المصدر أنّ "وزيراً كان في حكومة المالكي من خارج التحالف الوطني، وجّهت له الدعوة من طهران أخيراً، والتقى على هامش الزيارة رئيس مجلس الأمن القومي، علي شمخاني ومسؤولين في الخارجية ومكتب المرشد الإيراني علي خامنئي"، مؤكداً أنّه "وجد مجموعة من الشخصيات العراقية في اجتماع مصغّر في طهران".

ويشير المصدر إلى أنّ "مجموعة العمل العراقية ضمت عضواً بارزاً في حزب الدعوة كان نائباً في البرلمان عن دولة القانون، وأشخاصا ليبراليين وممثلين لمؤسسات عراقية حساسة"، مبيناً أنّ "الأشخاص العراقيين كانوا يدونون ملاحظاتهم ويلخّصون ما يُقال باهتمام بالغ".

كما يلفت إلى أنّ "إيران أدركت خطأ التعويل أو الرهان على الأحزاب الإسلامية الكبيرة في الساحة الشيعية، وأدركت حجم المصداقية التي تتمتع بها شخصيات إسلامية وليبرالية غير منتمية لتيار أو حزب سياسي، لهذا بدأت بمحاولات كسبهم لجانبها".

ويؤكّد أنّ "جلّ الحوارات والكلمات والمداخلات العراقية كانت تركز على فكرة دعم الدولة، وعدم التركيز على دعم الشخص، كما كان سائداً في تجربة إيران مع الحكومة العراقية السابقة".

وبعد الاحتلال الأميركي للعراق في 2003، وطّدت الحكومات المتعاقبة علاقاتها مع إيران الداعمة لها. وأصبحت السياسات الإيرانية هي التي تتحكم بمصير العراق، وترسم معالم علاقاته الخارجية التي زرعت قطيعة بينه وبين محيطه العربي.

وبعد دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى العراق في يونيو/حزيران الماضي، وإزاحة المالكي عن الحكم وتشكيل حكومة العبادي في أغسطس/آب الماضي، وحاجة العراق للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لضرب "داعش"، فرضت واشنطن من جديد سياستها على بغداد لتبدأ بانفتاح على محيطها العربي، الأمر الذي أغضب إيران وأجبرها على إعادة دراسة سياستها في البلاد.

المساهمون