"في تمّوز يغلي الماء بالكوز"، واحد من أمثال شعبيّة عدّة تحاول وصف شهر يوليو/ تمّوز الذي يحلّ حاراً في العراق كما في بلدان عربيّة أخرى.
وهذا الشهر - إلى جانب شهر أغسطس/ آب - لطالما سجّل عبر التاريخ درجات الحرارة الأعلى خلال العام، بغضّ النظر عن التغيّر المناخي لا سيّما الاحترار العالمي. بالتالي، ولشدّة سخونته، غالباً ما كان يتبخّر خلاله الماء المحفوظ في القلل والشربات والجرار الفخارية التي كان يعدّها العراقيّون أبرز الآنية الخاصة بتبريد مائهم في الماضي. كثيرون من أهل الموصل وغيرها من المناطق، كانوا لا يزالون يستخدمون تلك الآنية في بيوتهم قبل أن يُهجَّروا منها.
تمّوز هذا العام لا يختلف كثيراً عمّا كان عليه في غابر الأيّام، وتسجّل الهيئات المعنيّة بالأحوال الجويّة في البلاد درجات حرارة جدّ مرتفعة وصلت أخيراً إلى 55 درجة مئويّة. أمّا المغاير اليوم، فهو ارتفاع حدّة معاناة النازحين العراقيّين بالتزامن مع هذا القيظ الذي ينهك الأجساد. فنرى هؤلاء الذين يعودون إلى أحياء مدينة الموصل المحرّرة وكذلك هؤلاء الذين استقرّوا في مخيّمات النازحين في مناطق مجاورة، وهم يتسابقون للحصول على قطعة من الثلج أو على عبوات مياه - ولو صغيرة - توزّعها إحدى المنظمات الإنسانيّة عليهم، لعلّها تنعشهم وتروي ظمأهم وتنجّيهم من شرّ ذلك اللهيب.