ألن يكون هناك كأس عالم؟
في نهاية المطاف، نظرًا للنفقات، والمصالح الموجودة، وخطة القمع الموضوعة، يبدو أن إلغاء كأس العالم أمرٌ صعب. فهذه سنة محورية، ويتعلّق الأمر بإحدى الكؤوس الأكثر ربحًا على مرّ التاريخ، وَبذاتية بلد يظن –بفضل البروباغاندا الرسمية والمستمرّة منذ عقود- نفسه بلد كرة القدم. سيكون هناك إذن كأس، ولكن ليس للجميع.
نعرف بالفعل أن الكأس ستقام. ولكن هؤلاء الذين يظنّون أن التوتّر الاجتماعي ستنخفض حدّته مخطئون بشدّة. ولكن هل عبارة "لن يكون هناك كأس عالم" هي فعلاً الأفضل في مثل هذا السياق؟ لا أظن ذلك. شعار "كأس لمَن؟" يُدين أيضًا بشكلٍ رائع وأوضح المشاكل التي ذكرتها ها هنا، رابطًا إياها بأبعاد تتعلّق باللامساواة، الأمر الذي يمهّد الطريق أمام التسييس الممنهج لهذه العملية، حتى بعد انتهاء البطولة.
فلنطلُب بناء مستشفيات ومدارس على معايير الفيفا، فلنطلُب مساكن للمشرّدين، وشفافية في الاستثمارات في البطولة. فلنشجب الفساد وتعليق حرية التظاهر أثناء البطولة.
هكذا، تتوافر لنا المزيد من الإمكانات لإحراز بضعة انتصارات؛ يكون أهمّها، بلا شك، تعزيز وغرس حركة معارضة اجتماعية ضخمة.
إن غالبية الشعب البرازيلي لا تعارض تنظيم كأس العالم هنا. بل على النقيض، تعارض الانتهاكات والتجاوزات التي تُصاحب تنظيم هذا الحدث. ودون وجود هذه العناصر، ستكون غالبية الشعب البرازيلي مع تنظيم الكأس في "بلد كرة القدم".
بطريقة ما، فإن شعار "لن يكون هناك كأس عالم"، قد يضرّ بالرسالة ويؤدّي إلى رفض جزء من الشعب لهذا الحراك، الذي كان يمكن أن يفيده، الأمر الذي يصبّ في صالح العنف والقمع. من المستفيد هنا؟ الحكومة، والمدافعون عن تنظيم الأحداث الكبرى بهذا الشكل.
على أيّ حال، أيًا كان الشعار، فموقفنا واضح: نحن لا نقف إلى جانب الحكومة والفيفا. إذا كان الشعار "لن يكون هناك كأس عالم"، هو الشعار الذي يأتي من الشارع، فلن نخرّب نحن الصفوف مع الانتهازيين في السُلطة.
نحن نستطيع أن نُسهم في النقاش بشأن التكتيكات البديلة، بل ويجب علينا ذلك، ولكن، قبل كل شيء، واجبنا هو الاتحاد؛ أيّ أن نكون إلى جانب هؤلاء الذين يناضلون ضد الفساد الطاغي، والمبالغة في أسعار أعمال البناء، واستخدام المال العام دون أدنى احترام للأولويات الحقيقية للبلد، وخضوع الحكومة للمتطلّبات العبثية للفيفا، والتضييقات على حريّة التظاهر والتجوّل.
فلنُثبت للعالم أننا، في حقيقة الأمر، عاشقون لكرة القدم، ولكننا نرفض أن نتعرّض للذل والقهر باسم هذا الشغف.
إعداد: إدميلسون بارانا