لننسَ مطر الموت

30 اغسطس 2015
مقطع من "بومة السلام"، فادي الحموي/ سورية
+ الخط -


أحاجٍ

حول أحذيةٍ

- تُعمِّرُ بيوت الدفء -

قذيفة.

حول بيتٍ

- لمْلَمَ مكعَّباتِ الطفولةِ حجراً

.. حجراً -

هروب.

حيثُ استوى الربُّ

على عرشهِ المائيِّ

العالمُ يضيعُ،

غيرَ أنَّ مُنجِّماً يستطيعُ أن يجدَه،

فالموتُ غيرُ مفهومٍ

نزاعُهُ وأحاجيه.

***
لِمَن القصيدة؟

وُجِدنا من ماءٍ

فالأرضُ لنا

كلُّ هذي الأرضُ لنا

وما النارُ سوى لحاملِيها

وما زالتِ السماءُ مُزْهرةً،

وما زالتِ الحياةُ

تحملُ الشعراءَ

على كاهلِ زيتونٍ

لتحرقَهُ

عندَ أولِ بُزوغِ الجليدْ،
***
هذي الأرضُ لِمَن؟

ومَن نحنُ؟

مِنْ ماءٍ وُجِدْنا

ولنا الماءُ

والأغاني والقصائدُ

والحبُّ لنا

والشعرُ عِندنا

قوتُ الحياةْ.

***
نحنُ مِثلكُم

لنا أمس على مداسِ الذاكرة،

نرتِّبُ بهِ حكاياتِ الليلِ،

وننتظرُ الحياةَ بحرفَةِ الصُبَّار.

نحنُ مِثلكُمْ

نُسمّي أسماءَنا في شقوقِ البيوتِ،

ونُرخِي للقمرِ وسادةً

على سريرِنا كي نَحلُمْ.

نحنُ مِثلكُمْ

إلا أنَّ الطوفانَ

تسلَّقَ عرائشَ أحلامِنا،

وما زلنا ننتظرُ

غصنَ زيتونٍ

وطوقَ حمامْ.

نحن مثلكم

لنا وطنٌ

إلا أنه عصيٌّ

عن التوضيح.


كأسُ حياة

بسَطتُ السَّجادَ على نولِ الكلماتِ

عجنتُ حِبرَ القَصيدةِ

كفكْرةٍ صوفيَّةٍ

فتخمَّر لونُ الحُبّ.

لكنَّ الخَوابي مُصفَّدَةٌ

بقلوبٍ يَتيمة

ما عادَ معَ البارودِ

إلا عجينُ الدّماءْ.

فُسيفساءُ الرمّانِ والسُمّاقِ

على فمكَ

وأربعونَ رصاصةً للغِوايةِ

تحوكُ السّماءْ.

قلَّمْتُ فروعيَ

غرستُ بقايايَ في جِذع طفلْ.

آخرُ حلمٍ أحرقتهُ

ليضيءَ الظلامِ،

أوّلُ حلمٍ أيقظتُهُ

ليرسمَ قُبلة.

سأفتحُ بابَ الهُدوءِ لقبلةٍ

فلننسَ مطرَ الموتِ مِن حولنا

ولأَدْعُكَ إلى كأسِ حياةْ.


دراما

مقدّمةٌ....

حشرجةُ موتٍ

خشخشَةُ أبواقٍ

لأرضٍ فقدَتِ المساءَ

وانطلقَ فيها الفَجرُ سابحاً

محضوناً بالرّصاص.


مشهدُ ولادة

صرخةُ الولادةِ فوق عُنقِ الحُبّ

داليةُ أملٍ ..لانتهاءِ الألَمْ.

استعارَةٌ..

نكهةُ الفَجْرِ

بتوابلَ زهرِ الكولونيا والبارودِ

تُحلِّقُ في جناحِ عُصفورْ.

***

مشهدٌ أخيرٌ..

خضراءُ تعبُرُ الطّريقَ على عَجَلٍ

يهبِطُ الماءُ أُجاجاً أزرق

ويسقُطُ الأحمرُ

صريعَ نومٍ طويلْ.

***

مشهدٌ مكرّرٌ..

يحلُمُ بأنّهُ يشرَبُ فمَهُ

ويسقُطُ لسانُهُ في معركةِ التّلذّذِ

بينَ الرُّمَانِ والصبّارْ،

يكوّنُ وطناً منْ رملٍ

يتهدَّمُ على رصيفِ موجَةٍ

تُعيدُ حلقاتِ تكوينِهْ.

***

مشهدُ نهايَةٍ..

قمحُ الوجْهِ ينبُتُ على ملحِ بحرٍ عارٍ

يترقَّبُ القِطافَ لأنفاسٍ هادئَةٍ

على النّحرِ

ويسقطُ على ضوءِ القمرْ.

***

مشهدُ بدايةٍ..

تُرفَعُ رايةُ الأرضِ الأنثى

والعشبُ الطّريُّ والنّعناعْ.


* شاعرة من سورية

دلالات
المساهمون