لم يترك الضباب شيئاً

17 يناير 2015
أحمد علي / سوريا
+ الخط -

لم يأخذ الضبابُ شيئاً؛
هُوَذا البحرُ
وها هي العصافيرُ تعودُ
مرةً أخرى
إلى أسمائها.

وها يداكِ.. "تالُ"
تنقران ما انثالَ من العتمة
حبّةً فحبّةً
على الأرض التي
ليس لنا فيها سوى آثارِ أقدامٍ
سيمحوها المطرْ..
أجلْ، سيمحوها
كما لو أنها فيضٌ من الأخطاء!
كم يروقُ لي هذا المطرْ
كم أحتمي بروحه..
كم يحتمون منه
لا، لا يُشبِهونني
ولا أريد أن أُشبِههم.
بابٌ بلا بيتٍ أنا..
حُرٌّ من الجدران والعبور،
ربما الطريقُ خطأٌ بعينه.

هذا الضبابُ ذَكَرٌ ما
يَئِدُ الأشياءَ، هكذا يقولُ القلبُ.
والضبابُ أنثى
تَلِدُ الأشياءَ، هكذا يقولُ القلبُ.

لا أدري
ولا أريد أن أدري.
دمي، الآن، يفيضُ عن دمي
كأنني لن أنتهي.

لم يأخذِ الضبابُ شيئاً.. "تالُ"
لا، لم يترك الضبابُ شيئاً
...
ها هي الشمسُ
وها هي العصافيرُ تعودُ
مرةً أخرى
إلى
أقفاصها.


* شاعر من سوريا

المساهمون