19 ابريل 2018
لم يبق عندنا ما يبتزه الحصار
أسواق فارغة، بضائع كاسدة، جيوب خاوية، بطون جائعة، فقر مدقع، بطالة متفشية، وجوه حزينة، قلوب مكلومة، أرواح متعبة، أسقام لا تنتهي، مستشفيات مقفرة، أدوية منتهية، أمل مقطوع، يأس وإحباط كبيران، خيارات معدومة، حال قطاع غزة الذي لا يخفى على أحد خلال السنوات الأخيرة، التي تلت حرب العصف المأكول، التي اشتد فيها الحصار لدرجة غير مسبوقة.
الحصار الذي مضى عليه أكثر من عشر سنوات، وإلى الآن لا نستطيع الفكاك منه، أو التخفيف من وطأته، بل يزداد كلما مرت الأعوام والسنون، حتى وصلنا إلى مرحلة انعدام الحياة في القطاع المحاصر، فالمنظومة الاقتصادية انهارت تقريباً، فموظفو حكومة غزة لا يتقاضون رواتبهم كاملة منذ سنوات عدة، وموظفو السلطة طاولتهم الخصومات والعقوبات، والتحق بهم بعض موظفي الوكالة الذين طاولتهم يد التقليصات، ولا ندري ماذا تحمل في جعبتها الأيام القادمة لهم؟ فالمصادر الرئيسية للدخل في قطاع غزة تعاني وبشدة بسبب عدم قدرتها على تحصيل الرواتب، فانعكس ذلك على المنظومة الاقتصادية كلها، فأضحت الأسواق خاوية، والمحلات فارغة، والبضائع مكدسة، والديون هائلة، ولا أحد يستطيع أخذ الدين من الآخر فالكل عالق في هذه الدائرة الجهنمية المهلكة للجميع.
والقطاع الصحي ليس أفضل حالاً بل يعاني من ظروف أشد قسوة، وأكثر إيلاماً، فالكثير من الأدوية نفدت، والمستشفيات أقفرت من جراء الاستهلاك الكبير خلال السنوات الماضية بفعل الحروب المتتالية، والانتهاكات المتواصلة للاحتلال بحق المتظاهرين على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وفي خضم الكم الهائل من المشاكل والصعوبات والمعيقات، يطل علينا كل فترة وفترة أخبار وفود تذهب وتجيء، ولا أحد يدري على وجه الدقة ما يحصل مع هذه الوفود، بل التكتم الإعلامي، والتكهنات والتحليلات المعقولة وغير المعقولة سيدة الموقف، في ظل عدم خروج أحد من المسؤولين ليخبرنا ماذا يحدث بالضبط؟ وإلى أين نتجه؟
ويستبشر الناس خيراً بالأخبار، وتطل بارقة أمل في قلوبهم على استحياء، لعل هذه المرة تكون غير كل مرة، ولكن الأمل يدفن في قلوبهم قبل أن يعطيهم بعض الدفء والطاقة على مواجهة الأوضاع المعيشية المأساوية التي يعاني منها القطاع المحاصر الحزين.
ومع كثرة الأخبار بدأ الناس لا يلقون بالاً لها بل أصبحوا يسخرون منها، ويتهكمون عليها، ويطلقون النكت المضحكة المبكية على هذه الوفود التي لا تعود علينا بأي فائدة، بل ترجع لنا بخيبات الأمل، ولا شيء سوى ذلك.
الحصار المتواصل استنزف كل أمل من قلوب الغزيين، وأضحوا لا يرون فرجاً إلا من عند العزيز العليم، أما ما تقوم به الفصائل أو الوفود فبات بلا معنى ولا يرتجى منه شيء في قلوب الغزيين المرهقة والمحبطة والمتفجعة من جراء ما يرون ويسمعون.
وصدق الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري في عنوان قصيدته لم يبق عندي ما يبتزه الألم، حين كتبها عندما بلغ من العمر عتياً، فأرهقته السنون، وأفجعته حوادثها، والغزيون يقولون اليوم لم يبق عندنا ما يبتزه الحصار، فلقد وصلنا إلى نهايتنا في التحمل والصبر على الآلام والأحزان والأوجاع، والأوضاع الصعبة، والظروف القاسية، وآن أوان الاستراحة بعد المشقة والتعب، فهل من مستجيب للشعب المحاصر المكلوم المفجوع؟
الحصار الذي مضى عليه أكثر من عشر سنوات، وإلى الآن لا نستطيع الفكاك منه، أو التخفيف من وطأته، بل يزداد كلما مرت الأعوام والسنون، حتى وصلنا إلى مرحلة انعدام الحياة في القطاع المحاصر، فالمنظومة الاقتصادية انهارت تقريباً، فموظفو حكومة غزة لا يتقاضون رواتبهم كاملة منذ سنوات عدة، وموظفو السلطة طاولتهم الخصومات والعقوبات، والتحق بهم بعض موظفي الوكالة الذين طاولتهم يد التقليصات، ولا ندري ماذا تحمل في جعبتها الأيام القادمة لهم؟ فالمصادر الرئيسية للدخل في قطاع غزة تعاني وبشدة بسبب عدم قدرتها على تحصيل الرواتب، فانعكس ذلك على المنظومة الاقتصادية كلها، فأضحت الأسواق خاوية، والمحلات فارغة، والبضائع مكدسة، والديون هائلة، ولا أحد يستطيع أخذ الدين من الآخر فالكل عالق في هذه الدائرة الجهنمية المهلكة للجميع.
والقطاع الصحي ليس أفضل حالاً بل يعاني من ظروف أشد قسوة، وأكثر إيلاماً، فالكثير من الأدوية نفدت، والمستشفيات أقفرت من جراء الاستهلاك الكبير خلال السنوات الماضية بفعل الحروب المتتالية، والانتهاكات المتواصلة للاحتلال بحق المتظاهرين على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وفي خضم الكم الهائل من المشاكل والصعوبات والمعيقات، يطل علينا كل فترة وفترة أخبار وفود تذهب وتجيء، ولا أحد يدري على وجه الدقة ما يحصل مع هذه الوفود، بل التكتم الإعلامي، والتكهنات والتحليلات المعقولة وغير المعقولة سيدة الموقف، في ظل عدم خروج أحد من المسؤولين ليخبرنا ماذا يحدث بالضبط؟ وإلى أين نتجه؟
ويستبشر الناس خيراً بالأخبار، وتطل بارقة أمل في قلوبهم على استحياء، لعل هذه المرة تكون غير كل مرة، ولكن الأمل يدفن في قلوبهم قبل أن يعطيهم بعض الدفء والطاقة على مواجهة الأوضاع المعيشية المأساوية التي يعاني منها القطاع المحاصر الحزين.
ومع كثرة الأخبار بدأ الناس لا يلقون بالاً لها بل أصبحوا يسخرون منها، ويتهكمون عليها، ويطلقون النكت المضحكة المبكية على هذه الوفود التي لا تعود علينا بأي فائدة، بل ترجع لنا بخيبات الأمل، ولا شيء سوى ذلك.
الحصار المتواصل استنزف كل أمل من قلوب الغزيين، وأضحوا لا يرون فرجاً إلا من عند العزيز العليم، أما ما تقوم به الفصائل أو الوفود فبات بلا معنى ولا يرتجى منه شيء في قلوب الغزيين المرهقة والمحبطة والمتفجعة من جراء ما يرون ويسمعون.
وصدق الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري في عنوان قصيدته لم يبق عندي ما يبتزه الألم، حين كتبها عندما بلغ من العمر عتياً، فأرهقته السنون، وأفجعته حوادثها، والغزيون يقولون اليوم لم يبق عندنا ما يبتزه الحصار، فلقد وصلنا إلى نهايتنا في التحمل والصبر على الآلام والأحزان والأوجاع، والأوضاع الصعبة، والظروف القاسية، وآن أوان الاستراحة بعد المشقة والتعب، فهل من مستجيب للشعب المحاصر المكلوم المفجوع؟