لمى الخاني: ندرّب السوريين على الاندماج في ألمانيا

21 يناير 2020
"نهتم بشؤون اللاجئين من الألف إلى الياء" (العربي الجديد)
+ الخط -

في دمشق، ولدت لمى الخاني وترعرعت ودرست الأدب الفرنسي في جامعة دمشق قبل أن تحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة أنقرة في تركيا. أمّا اليوم، فهي مستقرّة في ألمانيا وقد أطلقت مشروعاً خاصاً في برلين. تخبر الخاني "العربي الجديد" أنّها حين قصدت ألمانيا، "كان ذلك بهدف العمل لمدّة مؤقتة. لكنّ العودة تعذّرت بسبب الأوضاع القائمة في سورية، ثمّ تركت العمل في المجال الدبلوماسي والأكاديمي الذي كنت قد بدأته". 

تقول الخاني إنّه "على الرغم من شهادة الدكتوراه وإتقاني خمس لغات أجنبية، منها الألمانية، بالإضافة إلى لغتي العربية الأمّ، ، لم يكن العثور على عمل أمراً سهلاً هنا. فاضطررت إلى متابعة دورات تأهيل مهني في مجال مساعدة اللاجئين وأخرى للتدريب على الاندماج، ثمّ عملت في هذا المجال لفترة. بعد ذلك، كانت فكرة إنشاء مركز يهتم بأوضاع المهاجرين من الألف إلى الياء، مع صديقتي إيناس شيخة". تضيف الخاني أنّ "مشروعنا أتى ثمرة صداقة امتدّت على أكثر من 30 عاماً، وقد مضينا به في عام 2016 خطوة بخطوة إلى حين تأسيس مركز ABZiel Arbeit Beratung (من الألف إلى الهدف) للاستشارات والعمل في الأول من يونيو/ حزيران من عام 2018، وهو أوّل مركز تعليمي في برلين أصحابه من العرب وكذلك إدارته عربية يعمل على التدريب الفردي والتأهيل المهني".

وتوضح الخاني أنّ "الهدف الأساسي من المركز هو مساعدة المتدرّب في دخول سوق العمل في ألمانيا بما يتناسب مع مؤهلاته الفردية"، مؤكدة أنّ "المركز مشروع خاص لا يتلقّى دعماً من أيّ جهة أو مؤسسة". وتتابع أنّ "التركيز في عملنا يجري على نقاط القوّة لإبرازها حتى يتمكّن الشخص المعني من دخول سوق العمل في وقت قصير. لذا نخضع المتدرّب لدورات خاصة في مجالات عدّة، فيما تتراوح فترة التأهيل ما بين ثلاثة أشهر وعام واحد بحسب حاجة كلّ متدّرب. ونحن نعمل على تأمين بدائل. على سبيل المثال، شهادة الحقوقي لا تؤهله للعمل في مجال القانون، لذلك نحاول إيجاد فرص عمل قريبة من اختصاصه، بالإضافة إلى توجيهه بالتعاون مع مؤسسات العمل الألمانية التي تؤمّن التأهيل من خلال مدرّب خاص لكلّ شخص".

في خلال ورشة شارك فيها مركز الخاني (العربي الجديد)

وتكمل الخاني أنّ "المركز بدأ بتأهيل مدرّبي اندماج، فيما تُعرّف الدورات بقوانين اللجوء والقانون الاجتماعي في ألمانيا، وباستراتيجية تقديم طلبات العمل والتعامل مع المهاجرين، كذلك تدفع في اتجاه العمل على إيجاد الحلول الأفضل للتعامل مع الأزمات والاندماج في سوق العمل الألماني والاطّلاع عليه بشكل كامل. والمركز يقدّم التدريب والتأهيل اللازمَين للراغبين في العمل في مجال القيادة، وهو يتعاون مع عدد من مدارس القيادة المرخّصة في ألمانيا. تُضاف إلى ذلك دورات مكثّفة للتحضير لامتحان اللغة الألمانية". وتشدّد الخاني على أنّ "المركز يتميّز عن مراكز التدريب الأخرى، إذ يطاول الجانبَين الثقافي والاجتماعي ويوفّر الخدمات المجانية للاجئين. فهو يأخذ بعين الاعتبار الخلفيات والخصوصيات الاجتماعية لهؤلاء"، مشيرة إلى أنّ المركز "يقدّم على سبيل المثال مشروع تدريب خاص بالنساء، ويعمل على تقديم المشورة الاجتماعية للعائلات وتعريفها بالقوانين ويساعدها على الاندماج في المجتمع الألماني والانسجام مع مكوّناته بما يتناسب مع أخلاقنا وثقافتنا. فعائلات كثيرة تقع في مشاكل لجهلها القوانين".

من جهة أخرى، يقدّم المركز "خدمات إضافية ومجانية تخصّ ترجمة الأوراق وتعبئة الاستمارات، بالإضافة إلى استشارات قانونية عامة من قبل متخصصين. كذلك يساعد اللاجئين في البحث عن سكن، كونهم يعانون مشكلات في العثور على منازل للإيجار في برلين. وهكذا لا يضطرون إلى دفع مبالغ كبيرة ويتعرّضون لعمليات نصب واحتيال باتت منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة".



وتلفت الخاني إلى أنّ "المركز يدعم الكتّاب العرب ويقدّم عروضاً مسرحية للأطفال ورحلات ترفيهية وتعريفية بألمانيا، بالإضافة إلى ورش تدريب حرفي من قبيل الرسم على الخزف وصناعة الصابون"، مؤكدة أنّ "ثمّة قصص نجاح كثيرة من خلال التدريب الفردي. من بين الذين خضعوا له، أشخاص وجدوا طريقهم المهني المناسب، إمّا من خلال مشاريع خاصة أسّسوها وإمّا من خلال الانخراط في سوق العمل الألماني".
المساهمون