شبّه ونستون تشرشل الانتقاد بالألم الذي يصيب جسم الإنسان، قائلاً إنه تجربة غير سارّة لكنها ضرورية للنموّ والتعلّم. ومن الممكن أن يكون الانتقاد وسيلة لتأكيد السلطة والسيطرة الاجتماعية أو بهدف تحييد المنافسة، ومن الممكن أن يكون كذلك وسيلة لتوصيل شكوى حقيقية. وتتعدّد المواقف والظروف التي يتعرض فيها الإنسان للانتقاد.
تعدّد الكاتبة والمتخصصة الأميركية في علم النفس ميلاني غرينبرغ، على موقع "سايكولوجي توداي"، بعض الاحتمالات التي قد تؤدي إلى الانتقاد ومنها:
- يشعر المنتقد بأنه مهدَّد بكفاءتك وجاذبيتك وما إلى ذلك.
- يشعر بالقلق من دوافعك أو مستوى مهاراتك أو أدائك.
- يشعر بأنك لا تؤدي حصّتك من العمل.
- لديه شخصية مسيطرة ويريد أن يكون مسؤولاً.
- يريد أن يجعلك في وضع حرج من أجل تحقيق مكاسب مع المسؤولين.
- يشعر بأنك تجعله يبدو سيئاً أمام الآخرين أو بأنك تنتقده ويحاول الردّ بهجوم مضادّ.
- يحاول جذب انتباهك أو التواصل معك، لكنه يفتقر إلى المهارات.
- يتنافس معك للحصول على مركز ما، وأنت عقبة أمام هدفه.
- يظنّ أنه خبير في موضوع ما بحكم خبرته، وأنه يقدّم خدمة لك عبر انتقادك.
- يشعر بالإحباط لأنك لا تستمع إليه ولا تستجيب لطلباته.
وتشدد غرينبرغ على أنه من الأفضل محاولة فهم "أجندة الناقد" قبل الإتيان بأيّ تصرف، حتى يكون الردّ مناسباً. كذلك لا بدّ من التأكد من أن الانتقاد يأتي من شخص صادق أو من ناقد يتنافس معك للحصول على مركز ما. ومن الضروري طرح بعض الأسئلة من قبيل: هل يهتم الناقد في حلّ مشكلة ما أو التوصّل إلى تفاهم متبادل؟ وهل هو على استعداد للاستماع إليك؟ وهل هو مجرّد اختلاف في الرأي أو أنّ ثمة أمراً شخصياً؟
في سياق متصل، ينصح مقال آخر نشر على موقع "مايند تولز"، بالمحافظة على الهدوء في حال تلقيت نقداً غير عادل من زميل أو رئيس. ويدعو إلى تكرار شكاوى الناقد أمامه، حتى تتأكد من أنك فهمته بشكل صحيح. والهدف هنا هو الابتعاد عن أيّ صدام شخصي والتركيز على القضايا الجوهرية. وفي حال أتى الانتقاد من زميل، من المهمّ التفكير بما قد يجلبه أسلوب الردّ من أضرار، وقد يكون من المفيد الاجتماع به لحلّ الخلاف والتوصل إلى استراتيجية تهدف إلى تحقيق أفضل للمصالح المشتركة. أما إذا كان الناقد رئيسك، فالمشكلة تتطلب ذكاءً أكبر. أوّلاً حدد موعداً للاجتماع به واستمع إليه. هل أنت متأكد من أنّ انتقاده في غير محلّه؟ إذا كان منطقياً، لا بدّ من أن تتنازل عن موقفك. وإذا بقيت مقتنعاً بأنّ انتقاداته غير منطقية وهي مستمرّة، حاول من خلال الاجتماعات الثنائية التعبير عن وجهة نظرك. وفي حال الإخفاق، يمكنك طلب اجتماع مع شخص أعلى منه مركزاً في الشركة.