لماذا يتحول طالبو لجوء بالدنمارك إلى المسيحية؟

05 ابريل 2016
الكنيسة الرسمية بالدنمارك (العربي الجديد)
+ الخط -
تحول أكثر من 110 طلاب لجوء، جلهم من إيران، في الشهرين الأول والثاني من العام الحالي إلى المسيحية خلال فترة طلب اللجوء في الدنمارك. أرقام يعتبرها عاملون في الكنيسة الرسمية بالبلاد، تتزايد باستمرار في معسكرات اللجوء.


ويقول كارستن يورغنسن، من أبرشية هولستبرو، الواقعة شمال البلاد حيث يوجد معسكر استقبال لطالبي اللجوء: "هذه ظروف جديدة بالنسبة لنا، وهي واضحة في أكثر من مكان مؤخرا. قام القس كارستن بنفسه بـ(تعميد) أكثر من 31 طالب لجوء منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي".

يرى القائمون على هذه التحولات، ومنهم القس يورغنسون، تبريرات كثيرة لهذه التحولات بين طالبي اللجوء: "أعتقد أن هؤلاء البشر الفارين من بلادهم عايشوا فظائع، إنهم يبحثون عن شيء ما في حياتهم يكون بديلا للشر الذي مروا به".

ويقول آخرون، من المهاجرين واللاجئين، إن "هناك أشياء يمكن للإنسان القيام بها للوصول إلى الإقامة دون التفكير كثيرا بالعواقب"، حسبما ذكر لـ"العربي الجديد" أحد المتطوعين في مساعدة اللاجئين، رافضا الكشف عن اسمه بسبب حساسية عمله.

وبحسب الكنيسة الرسمية، فإن شهر مارس/ آذار الماضي، شهد تحضر 279 طالب لجوء لعملية التعميد. وتتفق مارلينا لورينسن، من كنيسة كوبنهاغن، مع القائلين إن عواقب كثيرة ترافق تغيير طالبي اللجوء لدينهم، اعتمادا على دراسة أعدتها في 2014، وتقول لورينسن: "كل هؤلاء الذين نتحدث معهم، ممن غيروا ديانتهم من الإسلام إلى المسيحية، مؤمنون تماما بما يقومون به رغم أن العواقب قد تكون تعريض حياتهم للخطر".

واستندت النتائج عن أعداد طالبي اللجوء المتحولين إلى المسيحية، إلى استطلاع شارك فيه 100 قس دنماركي. ورغم ذلك يرى اليمين الدنماركي أن ما يجري الحديث عنه "ليس أكثر من محاولة استغلال للظروف للحصول على إقامات".


وفي محاولة لفهم الظاهرة، ذهب التلفزيون الدنماركي لعرض قضية شخص أطلق عليه اسم "آراش"، مع احتفاظ القناة بهويته الكاملة، حيث يعترف "آراش" أنه يعيش "في عزلة وعدم اطمئنان في أي مكان يكون فيه".

ومن بين الإيرانيين اللاجئين قديما في الدنمارك، يقول المهاجر الإيراني منذ 20 سنة، مرتضى، لـ"العربي الجديد": "هذا الكلام هراء، لا أحد بين الإيرانيين يضايق أحداً أو يتدخل باختيارات الأشخاص. لكني مقتنع أن الظاهرة مرتبطة بمحاولة الحصول على تعاطف ومنح اللجوء، وخصوصا مع تزايد رفض طلبات الكثيرين".

ويرفض مرتضى "التركيز الإعلامي الدنماركي، وغيره في دول الشمال، على الإيرانيين" مع ما يحمله ذلك من تعليقات تتهمهم بالانتهازية. "لا أفهم لماذا يجب أن تقدم إحصاءات وأرقام عن المسألة، والإشارة إلى إثنية معينة طالما المسألة متعلقة بفرد وعلاقته بالدين. لست ممارسا للشعائر الدينية. لكني حين أقرأ قصة آراش الذي لم يمض على انتظاره للجوء سنة وهو يتهم الآخرين بأنهم يشكلون خطرا على حياته، فلا أخفيك أني أشعر بقرف من مثل هذا التسليط الإعلامي المستمر. هذا أمر يحدث سنويا".

ويضيف مرتضى: "للأسف ما يجري هو تشويه يستغله اليمين المتشدد ليزيد معاناة لاجئين من إيران وأفغانستان، وتصوير اللاجئين الآخرين كوحوش". وفي العادة يتم نقل الأشخاص الذين يغيرون دينهم من الإسلام إلى المسيحية إلى مراكز خاصة بعيدا عن بقية اللاجئين.

ويقول "سمير" القادم من العراق: "أنا كلداني، وبنفس المعسكر يوجد معنا صابئة ومسلمون وبوذيون، أنتظر منذ عام ونصف ولكن المثير في الأمر أن تظهر معاملة مميزة لمن يدعي أنه غير دينه. فماذا عنا نحن المسيحيين الذين ننتظر الإقامة؟ يمكنني أن أقول إنه في المعسكر الذي نقيم فيه لم ألحظ أية مشكلة مع أي لاجئ من أي دين آخر. أصلا طالبو اللجوء لا يعنيهم دينك. أحيانا أضحك حين أرى شخصا كان يقيم بيننا وفجأة يجري نقله باعتبار أن خطرا محدقا به لأنه مسيحي".

المساهمون