يميل الكثير من الأشخاص إلى تصديق ما لا يقبل التصديق.
يتقاذف العالم نظريات المؤامرة كلّ يوم. فالقضايا كثيرة ومعها المعلومات المعلن عنها، والمعلومات السرية، والتحليلات. فهل حولت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية اتجاه الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا؟ هل تحارب شركات الأدوية الكبرى إطلاق علاجات طبيعية لمرض السرطان؟ هل الملكة إليزابيث جزء من منظومة سرية تحكم العالم؟
من جهتهما، درس العالمان السياسيان الأميركيان: إيريك أوليفر وتوم وود، طوال ثمانية أعوام، إيمان الأميركيين بنظرية المؤامرة، من خلال إجراء الكثير من الاستطلاعات والمقابلات. فتوصلا إلى 3 حقائق رئيسية، بحسب مجلة "نيو ساينتست" العلمية، هي:
أولاً، أنّ نظريات المؤامرة تلاقي رواجاً وتأييداً واسعين لدى الأميركيين. وعلى الأقل، يؤيد نصف الأميركيين إحدى تلك النظريات أو أكثر.
ثانياً، أنّ اعتناق هذه النظريات شائع بين الأميركيين باختلافهم. وعلى الرغم من أنّ الأقليات العرقية والأشخاص الأقلّ تعليماً يميلون أكثر إلى اعتناق هذه النظريات، فإنّ البيض المتعلمين لا يختلفون كثيراً عنهم.
ثالثاً، أنّ نظريات المؤامرة تأخذ أبعاداً أيديولوجية. فمؤيدو الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة يرون أكثر من مؤيدي الحزب الديمقراطي، أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما زوّر شهادة ميلاده. كما أنّ الديمقراطيين يرون أكثر من الجمهوريين أنّ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 كانت مجرد عمل استخباراتي أميركي داخلي.
لا يهتم الكاتبان بمدى صحة هذه النظريات أو عدم صحتها. فالأهم بالنسبة لهما، السبب خلف ميل الناس إلى اعتناق مثل هذه النظريات. والجواب يكمن في النفس البشرية. فالدماغ لم يتطور للتعامل مع معطيات خاصة بالاقتصاد والصناعة والإرهاب وشركات الأدوية، بل بالبقاء في بيئة وحشية. ويتضمن هذا ميلاً لافتراض أنّ الوحوش غير المرئية تتربص بالشخص. ويتحول هذا الميل إلى يقين.
يحمل الناس معهم هذا الميل. ومن خلال بلورة "حدسهم" إلى مزاعم لا جدال فيها، فإنّهم يضعون حدوداً للرأي العام. وليس في الأمر مشكلة إذا كان الأمر يتعلق بالإيمان بالمخلوقات الفضائية مثلاً، لكنّه يتحول إلى أزمة عندما تتعلق المؤامرات بقضايا حيوية، كالأسلحة والأدوية. أزمة تحدّ من قدرتنا على النقاش العام.
يتقاذف العالم نظريات المؤامرة كلّ يوم. فالقضايا كثيرة ومعها المعلومات المعلن عنها، والمعلومات السرية، والتحليلات. فهل حولت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية اتجاه الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا؟ هل تحارب شركات الأدوية الكبرى إطلاق علاجات طبيعية لمرض السرطان؟ هل الملكة إليزابيث جزء من منظومة سرية تحكم العالم؟
من جهتهما، درس العالمان السياسيان الأميركيان: إيريك أوليفر وتوم وود، طوال ثمانية أعوام، إيمان الأميركيين بنظرية المؤامرة، من خلال إجراء الكثير من الاستطلاعات والمقابلات. فتوصلا إلى 3 حقائق رئيسية، بحسب مجلة "نيو ساينتست" العلمية، هي:
أولاً، أنّ نظريات المؤامرة تلاقي رواجاً وتأييداً واسعين لدى الأميركيين. وعلى الأقل، يؤيد نصف الأميركيين إحدى تلك النظريات أو أكثر.
ثانياً، أنّ اعتناق هذه النظريات شائع بين الأميركيين باختلافهم. وعلى الرغم من أنّ الأقليات العرقية والأشخاص الأقلّ تعليماً يميلون أكثر إلى اعتناق هذه النظريات، فإنّ البيض المتعلمين لا يختلفون كثيراً عنهم.
ثالثاً، أنّ نظريات المؤامرة تأخذ أبعاداً أيديولوجية. فمؤيدو الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة يرون أكثر من مؤيدي الحزب الديمقراطي، أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما زوّر شهادة ميلاده. كما أنّ الديمقراطيين يرون أكثر من الجمهوريين أنّ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 كانت مجرد عمل استخباراتي أميركي داخلي.
لا يهتم الكاتبان بمدى صحة هذه النظريات أو عدم صحتها. فالأهم بالنسبة لهما، السبب خلف ميل الناس إلى اعتناق مثل هذه النظريات. والجواب يكمن في النفس البشرية. فالدماغ لم يتطور للتعامل مع معطيات خاصة بالاقتصاد والصناعة والإرهاب وشركات الأدوية، بل بالبقاء في بيئة وحشية. ويتضمن هذا ميلاً لافتراض أنّ الوحوش غير المرئية تتربص بالشخص. ويتحول هذا الميل إلى يقين.
يحمل الناس معهم هذا الميل. ومن خلال بلورة "حدسهم" إلى مزاعم لا جدال فيها، فإنّهم يضعون حدوداً للرأي العام. وليس في الأمر مشكلة إذا كان الأمر يتعلق بالإيمان بالمخلوقات الفضائية مثلاً، لكنّه يتحول إلى أزمة عندما تتعلق المؤامرات بقضايا حيوية، كالأسلحة والأدوية. أزمة تحدّ من قدرتنا على النقاش العام.