لماذا نصاب بالدّوار عند التنقل بالسيارة أو بحراً؟

تبين مجلة "العلم والمستقبل" الفرنسية المتخصصة أن أسباب دوار الحركة في كل وسائل النقل تنتج عن تأثر ميكانيزمات الدماغ بالحركة المتغيرة وغير الثابتة، والتي تسبب المتاعب للمتنقلين بحراً أو جواً أو على الطرقات.

وتشير إلى إن السبب هو الصراع والتضارب بين مختلف المعطيات الحسية المنقولة إلى الدماغ خلال التنقل، والتي يتأثر بها المنتقلون عبر وسائل النقل المختلفة، إلا أن التنقل بحراً تظهر علاماته المميزة بوضوح أكثر، ومنها الدوار والغثيان والتقيؤ والصداع وزيادة إفراز اللعاب والعرق البارد.

وتوضح المجلة العلمية أن دوار الحركة يعود أساساً إلى عدم تطابق كل من الإدراك البصري والجهاز العضلي وجهاز الأذن الداخلية التي تقود توازن أجسامنا، بمعنى آخر إن دوار الحركة سببه الخلل الحاصل من عدم قدرتنا على تثبيت الرؤية أمامنا.

وتضيف أن الدماغ يسيء تفسير حركة المنعطفات والتأرجح والالتفاف وكذلك التباطؤ والتسارع، وكل أنواع الحركة الناتجة عن وسائط التنقل، التي يشعر بها المسافر. وعدم تكيف الدماغ في هذه الحالات ينتج عنه أعراض دوار الحركة ، بسبب التعارض بين المعلومات التي تنتجها العين والتي تعطيها الأذن الداخلية المسؤولة عن التوازن.

وتكمن المشكلة في أن الأذن الداخلية تتأثر بالحركة بشكل أسرع من العين ومن أجهزة الاستقبال الحسية في العضلات. وعندما يتلقى مركز التوازن رسائل متضاربة في وقت قصير لا يتمكن من التعامل معها بشكل صحيح وهذا ينتج عنه ما يسمى بدوار الحركة.

وتتابع المجلة "لذلك عندما يصاب أحد ما بدوار الحركة في السيارة نطلب منه تركيز نظره على الطريق لكي نساعده في التقاط الحركة حسياً بعينيه وتسهيل التزامن بين الشعور الحسي والدماغي بالحركة حتى يخف الدوار لديه، في حين أن المتنقل بحراً لا يرى طريقاً للتركيز عليها ومساراً محدداً، لذلك تكون أعراض الدوار لديه أقوى وأصعب. كما أن طبيعة الحركة نفسها في البحر أقل وضوحاً وانضباطاً من الحركة جواً أو براً ما يزيد من تعقيد مهمة الدماغ".

ولكن دوار الحركة لدى بعضهم يميل إلى أن يصبح أخف وطأة وتزول أعراضه تدريجياً خلال الرحلات الطويلة أو عند تكرار الرحلات.

اقرأ أيضاً:دراسة: كثرة النوم تزيد مخاطر السكتة الدماغية