لماذا مُنع مراسلو وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية زيارة السيسي للخرطوم؟

22 يوليو 2018
خلال زيارة البشير للقاهرة في مارس (الأناضول)
+ الخط -



لا يزال مراسلو وسائل الإعلام الأجنبية في الخرطوم يعيشون حالة من الاستغراب لقرار السلطات عدم السماح لهم بتغطية زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للخرطوم، يومي الخميس والجمعة الماضيين.

وكانت إدارة الإعلام الخارجي، وهي المسؤولة عن عمل وسائل الإعلام الأجنبية، قد وزعت، قبل يوم من زيارة السيسي، منشوراً على المراسلين تعتذر فيه عن عدم السماح لهم بتغطية الزيارة، بحجة أن ذلك يأتي كتعامل بالمثل مع مصر التي لم تسمح بتغطية وسائل الإعلام الأجنبية لزيارة الرئيس السوداني عمر البشير للقاهرة قبل أشهر. غير أن مراسلي وسائل الإعلام الأجنبيية استبعدوا تماماً فرضية التعامل بالمثل، مشيرين إلى أن إقصاءهم جاء بناء على طلب من القاهرة بإبعاد مكتب قناة "الجزيرة" بالخرطوم عن الحدث، وأن الجانب السوداني اختار مخرجاً آخر، منعاً للحرج، بعدم السماح لجميع المراسلين بالتغطية، بحجة التعامل بالمثل.

ودرج مسؤولون مصريون في مرات سابقة على رمي "مايكروفون" قناة الجزيرة بعيداً، رافضين وجوده على منصة المؤتمرات الصحافية التي يشاركون فيها بالخرطوم، بما في ذلك تلك المؤتمرات التي تعقد خلال جولات التفاوض بين السودان ومصر وإثيوبيا حول سد النهضة.



ولم تقف معاناة الإعلاميين السودانيين مع زيارة السيسي للخرطوم عند حد منع مراسلي وسائل الإعلام الأجانب، فخلال لقاء نوعي للسيسي مع كتاب ومفكرين ورؤساء تحرير، مُنع بعضهم من الدخول، ولم يسمح بالتصوير إلا لفريق التلفزيون المصري ومكتب إعلام رئاسة الجمهورية السودانية، حيث سحب منظمو اللقاء كاميرات وهواتف كل الصحافيين.

يقول أحد المراسلين لـ"العربي الجديد"، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن ما أقدم عليه الوفد المصري من تصرفات بموافقة الجانب السوداني يتناقض مع حرية الإعلام وحق الصحافة في الحصول على المعلومة، مشيراً إلى أن الوفد تعامل مع الصحافيين السودانيين وكأنهم جنود في فرق التوجيه المعنوي في الوحدات العسكرية.

ويبدي المراسل استغرابه لمنعهم من تغطية برامج الزيارة، في حين أن كل الإعلام الخارجي موجود في مصر ويغطي أنشطة السيسي، مؤكداً أن الخطوة مقصود بها بشكل مباشر وسائل الإعلام المحسوبة على قطر، وعلى وجه التحديد قناة الجزيرة.


من جهته، يقول مدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم، المسلمي الكباشي، لـ"العربي الجديد"، إنهم فوجئوا تماماً بقرار المنع (الغريب)، وأنهم لم يجدوا تفسيرا لتلك الخطوة، إلا هدف الحيلولة دون تغطية الجزيرة للحدث. وأضاف أن المنطق الإعلامي والسياسي يفترض أن التغطية الإعلامية كانت لمصلحة الطرفين، خاصة للسودان الذي كان من الممكن أن يرسل عبرها رسائل للعالم.

وأوضح أن المسؤولين المصريين وفي زيارة السيسي الأخيرة للخرطوم، اختاروا هذه المرة إبعاد الجزيرة دون رمي "اللوغو" الخاص بها، كما فعلوا في المرات السابقة، متهماً الجانب المصري بالعمل على نقل تقاليد الكبت على الإعلام المصري التي تُمارس في مصر إلى السودان.

وكان اتحاد الصحافيين السودانيين قد دان في بيان له، السبت، منع صحافيين سودانيين من دخول لقاء للسيسي مع نخبة من المفكرين ورؤساء التحرير بالخرطوم، تحدث فيه عن العلاقات السودانية المصرية.
المساهمون