لماذا لا يتطور المعلمون في العالم العربي؟

11 مارس 2017
لا تهتم أغلب المدارس بتطوير معلميها (Getty)
+ الخط -

يعتقد العديد من أولياء الأمور ولا سيما في عالمنا العربي، أن دورهم التعليمي ينتهي مع اختيار المدرسة الجيدة، والاطمئنان على جودة التعليم، فلا يتدخلون في عمل المدرّس ولا يدور في خلدهم السؤال الأهم "هل يتم تطوير المعلمين في المدرسة"؟

المدارس التي لا تضع عملية "تطوير معلميها في بؤرة الاهتمام، هي مدرسة قد تكون جيدة اليوم ولكن تفتقر لكل أنواع الضمانات بأن المستوى التعليمي سوف يستمر على ما هو عليه في المستقبل المتوسط المدى.

 

ولكن دعونا أولاً نتعرف على أسباب الجمود، الذي وصلت إليه مهنة التعليم في عالمنا العربي:

 

1- نقص الاهتمام بموضوع التطوير المهني للمعلمين، فنقص الاهتمام أخطر من نقص الموارد المالية، لأنه بقليل من الاهتمام من الإدارة المدرسية يمكن أن يتم تشكيل حلقات أو دورات منتظمة يقودها المعلمون أنفسهم، أو من خلال تبادل الخبرات بين المدارس المجاورة، كما تمكن الاستعانة بكتب عن أحدث نظريات التعليم وتلخيصها، كذلك، يمكن تنظيم مسابقات بجوائز معنوية وتشجيع أدبي.

 

2- عدم رغبة المعلمين في التطوير ومقاومتهم لتغيير نمط عملهم التقليدي، ويرجع ذلك في كثير من الأحيان إلى "الجهل" بما سيعود عليهم من نفع مع الوسائل والاستراتيجيات الحديثة في العملية التعليمية، نعم التعلم قد يستغرق وقتاً وجهداً ولكنه في نهاية الأمر أنجع وأطيب ثمرة. وهذا الأمر تتم معالجته بالتعرف على الفوائد المترتبة على التعلم المتمركز والمتمحور حول الطالب.

 

3- رغبة المعلم في التطور، ولكن عدم قدرته بسبب عدد من الظروف المحيطة به مثل الحاجة للعمل وقتا إضافيا لزيادة الدخل، أو الإنهاك بالأعمال الإدارية التي تستنزف وقتا ومجهودا كبيرا، لا يتيح فرصة للتعرف على ما هو جديد في المجال، أو المشاركة في دورة تدريبية أو حتى مشاهدة فيديوهات اليوتيوب التعليمية.

 



وسائل مجابهة هذه التحديات:

1- ضغوط أولياء الأمور:

بالرغم من أنه من الصعب أن نعول على أولياء الأمور في الضغط على المدرسة للقيام بمهمة تطوير معلميها، فغالبية هذا الجيل تربى ونشأ على النظريات والوسائل التعليمية غير المتوافقة مع روح العصر، لكن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في هذا الأمر، فبدأنا نرى أولياء أمور يطالبون بتغيير المناهج ويعلنون تمردهم على طرق التقييم العقيمة، ووسائل التعليم التي عفا عليها الزمن في أكثر من بلد عربي.

 

2- توجيه رسائل من خلال الإعلام غير الرسمي

إنشاء عدد من صفحات "فيسبوك" وعدد من المنصات على وسائل التواصل الاجتماعي يقوم عليها المتخصصون موجهة إلى الإدارات المدرسية لتوعيتها بأهمية التطوير المهني، والتعرف على وسائل التطوير المهني ووسائل التدريس الحديثة بأسلوب مبسط وشيق ( مثال مقاطع الفيديو - ملفات الصوت - أو الانفوغرافيك البسيط).  

 

3- مطالبة الإدارات التعليمية الرسمية للقيام بدورها

بالرغم من أن هذه الوسيلة هي الأقل نفعاً، إلا أن الخبرات أثبتت أن الإدارات التعليمية الرسمية لا تعترض في غالبية الأحيان لو جاءها مقترح لدورة أو محاضرة من قبل متطوع أو هيئة توفر للإدارة بعض المساعدات البسيطة، في مقابل موافقتها على إقامة الدورات التدريبية التي سوف يعود نفعها على الطالب أولا وعلى المجتمع ككل ثانياً.

 

المساهمون