لم تنجح المفاوضات الطويلة التي خاضها "حزب الله" اللبناني، عبر وسيط سوري، في تجنيب المناطق الجردية المتداخلة بين لبنان وسورية، شرقاً، معركة كان الجميع ينتظر انطلاقها بين مقاتلي الحزب المدعومين من طيران النظام السوري، ومقاتلي تنظيمي "فتح الشام" (جبهة النصرة) و"داعش".
وشكّل ليل الخميس - الجمعة أولى محطات المعركة، وآخر محاولات التواصل بين قائد "سرايا أهل الشام"، وبين أمير "فتح الشام" في المنطقة، أبو مالك التلي، لتحديد آلية انسحاب مقاتلي التلي إلى الداخل السوري بلا معركة. فشلت المفاوضات بعد أشهر من محاولة تحديد حزمة بنود تشمل عودة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين المُقيمين في بلدة عرسال إلى بلدات مُحددة في منطقة القلمون، كفليطة وجراجير وقارة وعسال الورد، بحسب ما أفادت مصادر لبنانية متابعة لـ"العربي الجديد"، مع استثناء اللاجئين من محافظة حمص وريفها من العودة، بعد أن حوّل "حزب الله" بلداتهم إلى مناطق عسكرية مُغلقة.
وشملت المفاوضات، أيضاً، تحديد شروط انسحاب عناصر "فتح الشام" إلى الداخل السوري لجهة نوعية السلاح المسموح للعناصر المغادرة به، وهو السلاح الخفيف فقط، مع "بيع" السلاح الثقيل لـ"حزب الله"، الذي أبدى، وبحسب المصادر، استعدادًا لدفع أموال مقابل تسليمه له، وتحديد مسار انتقال قوات "فتح الشام" من الجرود اللبنانية والسورية إلى الشمال السوري.
وفي حين استند أمير "فتح الشام" إلى نقاط قوة ميدانية، تتمثل في سيطرة عناصره على مواقع كاشفة للمهاجمين، وحيازته جثثًا تعود لـ3 عناصر من الحزب؛ ساهمت عملية الاستطلاع المسبق التي أجراها "حزب الله" في وضع خطته الهجومية من مواقع خلفية قريبة تُسهل إمداد مقاتليه على الجبهات بالعتاد.
وفي حين تتولى "الوكالة الوطنية للإعلام" نقل الأخبار من أطراف بلدة عرسال، يشكل "جهاز الإعلام الحربي" التابع لـ"حزب الله" مصدر المعلومات الوحيد عن سير المعارك في الجرود، بعد تعطّل حسابات "فتح الشام" على مواقع التواصل الاجتماعي، وعزل بلدة عرسال عن الجرود بشكل كامل.
وأعلنت الوكالة، صباح اليوم، عن "استهداف الجيش اللبناني مجموعة إرهابية حاولت الفرار باتجاه عرسال قادمة من وادي الزعرور". كما أعلن "الإعلام الحربي" عن "تسجيل تقدم على جبهات جرد فليطة في القلمون الغربي، وتقدم في جرود عرسال، وسط اشتباكات مع مسلحي فتح الشام أوقعت قتلى وجرحى بصفوفهم". وذلك بعد وقت قصير على إعلان السيطرة على "تلة البركان" في جرد فليطة.