لماذا تشطب روسيا ديون الدول الأفريقية؟

26 أكتوبر 2019
أسئلة تواجه بوتين حول التفريط بالديون (Getty)
+ الخط -
تساءلت صحيفة "فيدوموستي" الروسية المتخصصة في الشأن الاقتصادي في عددها الصادر الجمعة، عن مدى جدوى شطب ديون الدول الأفريقية بقيمة 20 مليار دولار الذي أعلن عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال منتدى "روسيا - أفريقيا" في منتجع سوتشي بحضور قادة أكثر من 40 بلداً أفريقياً.

وفي مقال بعنوان "أفريقيا أغلى من روسيا"، اعتبرت الصحيفة أن المجتمع الروسي الذي فاض به الكيل من ركود دخول الأفراد، قد يعتبر شطب الديون أنه عمل غير مناسب لإثبات السلطة سياسياً، كونه يظهر تكلفة صفة القوة العظمى بوضوح، بينما اعتبر الكرملين أن الأمر يفتح الأسواق الأفريقية أمام روسيا.

وذكرت "فيدوموستي" أن عملية شطب ديون الدول الأفريقية التي تمت خلال السنوات الأخيرة، ليست الكبرى من نوعها، مشيرة إلى أن روسيا شطبت في عام 2014 الديون الكوبية بقيمة 31.7 مليار دولار، وقبلها الكورية الشمالية بواقع 11 مليار دولار، والعراقية (12 مليار دولار)، والأفغانية (11.3 مليار دولار)، والسورية (9.8 مليارات دولار)، وغيرها، ليبلغ مجموع الديون الخارجية التي شطبتها موسكو مبلغاً فلكياً يزيد عن 140 مليار دولار.

وأرجعت الصحيفة دوافع روسيا في شطب ديون حلفائها إلى أن أغلبها يعود إلى الحقبة السوفييتية، بالإضافة إلى عجز الدول المدينة عن سدادها.

وفي هذا السياق، قال مدير مركز بحوث التجارة الدولية في الأكاديمية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة، ألكسندر كنوبيل، إن "العديد من الدول لديها فرص نمو أسرع من باقي العالم. وتمكنت أفريقيا من تجاوز الفقر وأصبحت سوقاً واعدة للتجارة".

ومع ذلك، رأت "فيدوموستي" أن "الشطب العلني لديون الدول الأفريقية، ربما كان سيتم استيعابه في ظروف أخرى ولكن ليس الآن في وقت الإنهاك من الانتصارات الجيوسياسية وارتفاع الأسعار وانعدام زيادة دخول الأفراد ورفع سن التقاعد وغيرها".

وأوضح الباحث في علم الاجتماع في الأكاديمية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة، دميتري روغوزين، أن الروس باتوا يتساءلون "لماذا تتوفر الأموال لهم وليس لنا"، متوقعاً ألا ترفع مثل هذه "الأعمال الخيرية" من شعبية السلطة، ولكنها لن تثير في الوقت نفسه الاحتجاج.
المساهمون