لماذا استكثروا 17 فبراير علينا؟

20 فبراير 2017
سنظل على العهد (فرانس برس)
+ الخط -

منذ أن قامت الثورة في ليبيا كنت دائمًا أسأل نفسي هل ما قمنا به كان يستحق كل هذه الدماء أم أننا بالغنا في مطالبنا وتطلعاتنا؟ هل كنا شبابًا منفعلًا ليس لديه هدف واضح ورؤيا لمستقبل الوطن بعد نجاح الثورة؟

لا أعلم إذا عاد الزمان سنوات قليلة إلى الوراء، هل سأغير رأيي أم لا؟ هل سأخرج ثانية أم سأعيد التفكير في الأمر!

لا أحد يشك ولو للحظة أن نظام القذافي كان نظامًا فاسدًا وقمعيًا، لكن هل كان الحوار مع هذا النظام سيجدي نفعًا؟ وهل لو لم نستخدم القوة ضده كان سيتركنا أحياء؟ لا أظن ذلك.. لأن التاريخ الأسود لهذا النظام يجعلك تتنبأ بما سيفعله بمجرد أن تقول له كلمة "لا".

بعد أن مرت ست سنوات من قيام ثورتنا، ما زلت أسأل نفسي كل يوم لماذا استكثروا علينا ان نعيش حياة كريمة؟ لماذا لم يتركوا شيئًا جميلًا إلا هدموه؟ ولا رمزًا للثورة إلا دنسوه، ولم يتركوا لنا شيئًا واحدًا لنفرح به!

لم يتركونا حتى نفرح بذكرى ثورة جعلتنا نعيش من جديد بعد أن كنا أمواتًا، وقد كانوا يحتفلون لمدة 43 عامًا بذكرى انقلاب القذافي على الملك الراحل إدريس السنوسي.

لماذا كانوا يرقصون ويغنون في ذكرى نكبة 1969 كل هذه السنوات، يرقصون للظلم للقمع ولمن سلب حريتهم وكرامتهم! وبعد ثورة 17 فبراير أصبحوا يصفونها بالنكبة ويحرمون الاحتفال بها؟ هل لأنها كشفت زيفهم وخداعهم؟ أم لأنها أظهرت النقاء والصدق والصفاء وهذه صفات لا يتميزون بها؟

لقد نسي هؤلاء الحمقى أن الثورة لا تموت، بل هي باقية في قلوب الشرفاء وهي باقية كبقاء الأرض وهي تفوح برائحة دماء الشهداء، نسوا أن الثورة شعلة تضيء طريق الأحرار ونار تحرق أيادي الأشرار.

الحقيقة المرة أن هذه الثورة استلمها الجبناء بعد أن صعدوا على دماء الشهداء، لكننا سنظل دائمًا أوفياء لمن وثقوا فينا، لمن وضعوا أيديهم في أيدينا، لمن أسروا لمن قتلوا ولمن عذبوا، سنظل على العهد فقد ينتصر الباطل في جولة، أما الحق فله صولات وجولات.

المساهمون