للمرة الأولى: التلفزيون المغربي الرسمي يصف السيسي بـ"قائد الانقلاب"

02 يناير 2015
التلفزيون المغربي يغيّر لهجته تجاه مصر (فرانس برس)
+ الخط -

تفاجأ المغاربة ببث قوات تلفزيونية رسمية، ليلة أمس الخميس، تقارير في نشراتها الإخبارية تتحدث بدون وجود مناسبة سياسية لذلك عن "الانقلاب العسكري" في مصر، وانقلاب الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، على الشرعية متمثلة في "الرئيس المنتخب" محمد مرسي.

ويأتي هذا التغير في خطاب الإعلام في خضم اعتراف المغرب رسمياً بنظام السيسي، كما أنه كان أول المهنئين للشعب المصري بوصول السيسي إلى الحكم. كما تشكلت أيضاً لجنة عليا مشتركة بين الرباط والقاهرة لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

وبخلاف ما كان يُبث من قبل، ركزت القناتان الأولى والثانية، التابعتان للدولة المغربية، في نشرتهما الإخبارية، أمس، على الحديث عن تعطيل الانقلاب العسكري في مصر، الذي نفذه الجيش ضد حكومة مرسي، للعمل بالدستور، مشيرتين إلى آثار الانقلاب على المجتمع المصري.

ومرد المفاجأة مما بثته القنوات الرسمية في نشراتها الإخبارية يكمن في وصف السيسي بقائد الانقلاب العسكري في مصر، وسرد المجازر التي ارتكبت في حق مئات المصريين المحتجين في ميداني رابعة والنهضة، واعتقال آلاف المعارضين. وهو ما لم تكن تقوله تلك القنوات الرسمية.

وحمل التقرير الذي بثته القناة الأولى في نشرتها الإخبارية عنوان "الآثار السياسية للانقلاب العسكري في مصر". وجاء في التقرير: "عاشت مصر منذ الانقلاب العسكري الذي نفّذه المشير عبد الفتاح السيسي عام 2013 على وقع الفوضى والانفلات الأمنِي، حيث اعتمد هذا الانقلاب على عدد من القوة والمؤسسات لفرضه على أرض الواقع، وتثبيت أركانه".

وجاء في مطلع التقرير أيضاً أن "الثالث من يوليو (تموز) 2013 يوم غير مسبوق في ذاكرة الشعب المصري، ففي ذلك اليوم قام الجيش بانقلاب عسكري تحت قيادة عبد الفتاح السيسي، وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وعطل العمل بالدستور".

كذلك تطرّق التقرير إلى مذبحة رابعة العدوية بالقول: "كان يومًا دمويًا عندما قامت قوات الجيش والشرطة بالتحرك لفض اعتصامات المعارضين للانقلاب في ميداني رابعة العدويَّة بالقاهرة (شرق العاصمة)، والنهضة بالجيزة (غرب)، وفاق عدد الضحايا 500 قتيل والآلاف من الجرحى".

وتخلل تقرير القناة الأولى، التي تعكس عادة المواقف الرسمية للدولة، مقابلة مع مدير "المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية"، محمد بنحمو، ليتحدث عن إجهاض الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش بقيادة السيسي لمسلسل الانتقال الديمقراطي في مصر، ممثلاً في حكومة مرسي.

أما القناة الثانية المغربية "دوزيم" فعرضت في نشرتها المسائية ليوم أمس تقريرًا عن الوضع الاقتصادي في مصر بعد وصول السيسي إلى الحكم، مشيرة إلى أنه أصبح على رأس السلطة "عبر انقلاب".

مصدر مسؤول من القناة الأولى، طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية منصبه، قال لـ"العربي الجديد" إن النشرة الإخبارية التي قد تبدو مفاجئة للمراقبين، في الواقع لم تأت بجديد يستحق هذا الاهتمام، لأنه ما تم الحديث عنه هو مجرد توصيف لما وقع من أحداث سياسية في مصر.

وذهب مراقبون في تفسير ما سموه تحولاً في تعاطي الإعلام الرسمي مع أحداث مصر إلى منحيين اثنين: الأول قد يكون رداً إعلاميا على "الإساءات المتوالية" التي تعرضت لها المملكة بسبب تصريحات ضد المغاربة في الإعلام المصري.

وثاني الاحتمالات، وفق رأي محللين، أن المغرب يرد بطريقته على التقارب الكبير في العلاقات بين مصر والجزائر، بدليل زيارة السيسي للجزائر، من دون أن يقوم بزيارة مماثلة للمغرب، ما اعتبره البعض "طمعاً" في الغاز الجزائري لإنقاذ الورطة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

المساهمون