للجلوس ساعات طويلة مخاطر كالتدخين

05 سبتمبر 2015
ممارسة الرياضة لا تكفي (واشنطن بوست)
+ الخط -
أطلقت مؤسّسة "القلب" البريطانية، بالتعاون مع مؤسسة "العمل بنشاط"، حملة بعنوان: "على قدميكِ ـ بريطانيا"، تهدف إلى التوعية حول المخاطر الصحية للجلوس ساعات طويلة يومياً. وقالتا، استناداً إلى دراسة مشتركة، إن الجلوس نحو تسع ساعات بشكل متواصل قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان، بالإضافة إلى تراجع الصحة الذهنية، وخصوصاً أنها ترتبط بانعدام الحركة. ولفتت إلى أن نحو 45 في المئة من النساء، و37 في المئة من الرجال، يقفون لمدة تقل عن نصف ساعة خلال العمل، و52 في المائة منهم يتناولون الطعام على مكاتبهم، و31 في المئة يتجنّبون الذهاب إلى المرحاض في مكان العمل.

من جهته، قال مؤسس ومدير مؤسسة "العمل بنشاط"، كيفن برادلي، لـ"العربي الجديد"، إننا "ضحايا البيئة التي نحيا فيها. ويجب أن نسعى إلى تبديل طريقة عملنا في المكاتب". أضاف أن الدراسات تشير إلى أن "الجلوس نحو تسع ساعات قد يهدد صحة الإنسان"، لافتاً إلى أن "الجلوس عادة ما يكون في أماكن العمل بنسبة 70 في المائة". ونصح بالحراك لمدة دقيقتين كل نصف ساعة.

ولفتت الدراسة إلى لجوء بعض الموظّفين إلى حيل عدة لتجنّب الجلوس بشكل متواصل، منها السير خلال الاجتماعات، أو الوقوف والتوجّه إلى زميل العمل عوضاً عن إرسال بريد إلكتروني إليه أو مهاتفته، وغيرها. ولفتت إلى أن الخبراء يعتقدون أن الإنسان يخسر 50 سعرة حرارية في حال وقف ثلاث ساعات يومياً، ما يؤدي بالتالي إلى تقلّص الإصابة بمرض السكري والسكتة القلبية وغيرها من الأمراض الناتجة عن الجلوس.

في هذا الإطار، أطلق بعض الخبراء على الجلوس اسم "التدخين الجديد"، لكثرة المخاطر الناجمة عنه. وأشارت الدراسة إلى أن ممارسة الرياضة لا تكفي، بل يجب الوقوف بانتظام والتجوّل في المكان وابتكار أفكار تشجّع على الوقوف. وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من الخبراء وصفوا انعدام الحركة بأحد أكبر التحديات الصحية الراهنة.

كذلك، بيّنت الدراسة أنّ الآثار السلبية للجلوس ساعات طويلة في المكتب ظهرت لدى الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يتمتعون بلياقة بدنية، ويستخدمون الدرّاجة الهوائيّة للذهاب خلال تنقلاتهم. إذ إن الجلوس لساعات طويلة يؤثّر على كيفية تحكّم الجسد بمستويات السكّر وضغط الدم وتكسير الدهون.

في السياق، قال مايك لوسمور، من مستشفى "لندن كوليج سكول"، إن "حركتنا قلّت كثيراً، بالإضافة إلى تقلّص الأعمال اليدوية باستمرار"، داعياً إلى "عدم الجلوس طويلاً في أماكن العمل".

إقرأ أيضاً: كافحها.. لا تشعلها
المساهمون