لفائف الورق: من الصين إلى فلسطين

14 ابريل 2016
من أعمال هلا طهبوب (فيسبوك)
+ الخط -
يعتبر فن لف الورق من الفنون الصينية التي انتشرت في العالم فوصلت إلى أوروبا في القرن السادس عشر بين سيدات الطبقة الراقية اللواتي كان لديهن وقت فراغ طويل بسبب الترف، ثم انتشر في أميركا مع المستعمرين الذين قدموا من أوروبا وكان يستخدم لتزيين الكتب والكنائس وتطور ليصبح له استخدامات عدة في بطاقات الدعوة وألبومات الصور والمجسمات، إلى أن تطورت هذه الهواية وصارت حرفة عالمية تقام لها المعارض وتزخر الأسواق بمنتجاتها.


وعلى ذلك فقد استطاعت الطالبة الجامعية الفلسطينية هلا طهبوب (20 عاما) وهي طالبة في قسم الحقوق في جامعة القدس تطويع فن لفّ الورق الصيني منذ عامين، لكي تنتج مشغولات فنية جميلة ورقية مطبوعة ببصمة فلسطينية ومستغلة ألوان العلم الفلسطيني من مواد أولية بسيطة كنوع من إعادة تدوير لبعضها، من خلال الاطلاع على هذا الفن عبر الإنترنت الذي أتاح لها التعرف عليه، وتعلمه ومحاكاة هذه الفنون الجميلة، ولكن بصبغة فلسطينية حيث استطاعت أن تنتج مشغولات عديدة مثل الميداليات والبراويز وأطواق الشعر ولعب الأطفال المختلفة الأشكال والأوان وقطع فنية تستخدم للزينة في البيوت ملونة بألوان العلم الفلسطيني تارة، ومشكلة على هيئة تصاميم لها مغزى ومعنى ودلالة لتاريخ فلسطين مثل خارطة فلسطين وقبة الصخرة وغيرهما.




وقد تعلقت هلا طهبوب منذ الطفولة بالفنون، حيث مارست الرسم والتصوير والتشكيل الفسيفسائي وأبدعت فيهم، وفي كل ذلك تؤمن هلا بأن الإبداع دائما هو النظر إلى المألوف بطريقة غير مألوفة، وبالتالي فإن الخروج بتصميم جميل مستوحى من الطبيعة الفلسطينية أو من التراث الفلسطيني يحتم عليها النظر من زوايا أخرى لا يراها الآخرون لأداة ليس طريقها الأخير هو سلة المهملات أو محو الصورة النمطية والتقليدية للأشياء، وصبغها بطريقة جمالية خاصة لا يبدع بها الجميع لأن جمال اللوحة التي تعدها من لف الورق بالطريقة الصينية يكون ترجمة لروح الفنان الإبداعية، وحصوله على خلفية فنية واسعة ومسبقة للتعامل مع الورق.

المساهمون