يتحلق شباب قرية لعوينه في الريف الشرقي من موريتانيا، كل مساء، للعب "ظامت"، إحدى أبرز الألعاب الذهنية التقليدية التي تستهوي الموريتانيين من مختلف الأعمار. ويتنافس في هذه اللعبة شخصان في ثلاث جولات، في حين يُسمح للحضور بالتدخّل في مرّات استثنائية.
ولعبة "ظامت" التي تُعرف كذلك بـ"ضامة" أو "داما"، تشبه لعبة الشطرنج وهي تقوم على ثمانين "متحارباً"، نصفهم من العيدان والنصف الآخر من الحجارة، علماً أن الأسلاف كانوا يستخدمون بعر الإبل بدلاً من الحجارة في خلال لعبهم.
محمد المختار ولد الفزاز من الشبان الموريتانيين الذين تستهويهم لعبة "ظامت"، يخبر "العربي الجديد" بأنّه يقصد بعد صلاة العصر أحد المنازل مع عدد من زملائه ليلعبوا "ظامت"، فينقسمون في فريقَين، ويتنافس لاعب واحد من كل فريق في حين يشاهد الآخرون ما يجري من تنافس ساخن بين ممثلَيهم. يضيف ولد الفزاز إنّه "يُسمَح للمشاهدين في بعض الأحيان بالتدخل وإسعاف ممثّلهم في اللعبة، عبر تنبيهه إلى خطوة قد تساعده في الفوز على خصمه، وهذا أمر يتّفق عليه الفريقان سلفاً"، مشيراً إلى أنّ "الهزيمة ليست ذات قيمة إلا في حال كانت في ثلاث مرّات متتالية".
اللعبة المفضلة
ويوضح ولد الفزاز أنّ "ظامت هي اللعبة التقليدية الأكثر انتشاراً في موريتانيا. الرعاة يلعبونها وسكان البادية والمدن على حدّ سواء، فهي أنيس الموريتانيين في كلّ المناطق". ويؤكّد أنّ هذه هي "لعبتهم المفضلة من بين ألعاب تقليدية كثيرة ما زالت تقاوم الحداثة وانتشار البدائل بحسب آخر الصرعات".
أمّا العباس، الذي يُعدّ نفسه من الشبان المدمنين على لعبة "ظامت"، فيقول لـ"العربي الجديد": "أتنقّل بين القرى والبوادي في داخل موريتانيا للبحث عن خصم قوي. لعبة ظامت لا تحلو إلا عندما يكون التنافس مع لاعب قوي. حينها فقط يكون اللعب ذا قيمة وجاذبية". يضيف العباس أنّ اللعب يحلو كذلك بحضور المشاهدين الذين ينقسمون في التشجيع بين الخصمَين، ويساعد كلّ طرف لاعبه المفضّل من خلال بعض الأفكار في عملية اللعب المعروفة محلياً بـ"نزل ظامت".
ويؤكد أنّه "كلّما كثر المتحلّقون من شبان ومسنين حول لعبة ظامت، كلّما كانت اللعبة شيّقة. فالمنافسة تصير أكثر أهمية لدى كلّ واحد من الطرفَين، ويستخدم الخصمان كلّ ما يملكان من ذكاء وفطنة للفوز. أمّا المشجّعون فيساندون لاعبهم المفضل من خلال تصويب اللعب ولفت انتباهه إلى الحركة المناسبة في حال عدم ملاحظتها في حينها". يضيف أنّهم ينبّهونه كذلك على ما يُعرف محلياً بـ"سافله"، أي "عندما يأخذ الخصم حجارة أو عيداناً من اللاعب الآخر في حال نسي هو ذلك".
مربعات على الرمل
من جهته، يشرح البكاي ولد سيد أعمر لـ"العربي الجديد"، أنّ مربّعات تُرسَم على الرمل للعب "ظامت"، وهو ما يُعرف محلياً بـ"خط ظامت". يضيف: "ثمّ تثبّت العيدان والحجارة على الجانبَين، وبعد ذلك ينطلق الشخصان المتنافسان في عملية اللعب التي هي عبارة عن قتال شرس بين العيدان والحجارة. والفائز هو الذي تبقى لديه بعض العيدان أو الحجارة بعد أن يخسر الطرف الآخر كلّ ما لديه".
اقــرأ أيضاً
ويتابع ولد سيد أعمر أنّ "اللعب التقليدي يكون من خلال محاولة أحد الطرفَين التقدّم بالعيدان أو الحجارة نحو الآخر، الأمر الذي يستدعي من الخصم التصدّي له عبر مباغتته. وتُرشِد المربّعات المرسومة على الرمل الخصمَين وتتحكّم في اللعب بواسطة قوانين يعرفها اللاعبون والمشاهدون على حدّ سواء". ويؤكّد أنّه "لا يُسمح لأيّ من اللاعبين بالخروج عليها، في حين أنّ تطبيقها بذكاء وفطنة من أبرز عوامل تمكين خصم ما من الفوز على الآخر، على أن يتواصل اللعب لجولة جديدة حتى يكسب ثلاث جولات تمكّنه من استبدال خصمه. فيختار أكثر الحاضرين حماسة للمواجهة في لعبة ظامت".
ويلفت ولد سيد أعمر إلى أنّ "قوانين لعبة ظامت لا تسمح لأيّ من الخصمَين بالرجوع إلى الخلف، ذلك أن المضيّ إلى الأمام بحسب المربّعات المرسومة وفقاً لنظام اللعبة هو السبيل الوحيد للتغلّب على الخصم. كذلك لا تسمح القوانين بتجاوز المربّعات والخطوط المشكّلة للعبة". ويشدّد على أنّ اللعب إلى اليمين أو اليسار والمعروف بـ"النزل على ظر"، محظور كلياً في لعبة "ظامت".
ولعبة "ظامت" التي تُعرف كذلك بـ"ضامة" أو "داما"، تشبه لعبة الشطرنج وهي تقوم على ثمانين "متحارباً"، نصفهم من العيدان والنصف الآخر من الحجارة، علماً أن الأسلاف كانوا يستخدمون بعر الإبل بدلاً من الحجارة في خلال لعبهم.
محمد المختار ولد الفزاز من الشبان الموريتانيين الذين تستهويهم لعبة "ظامت"، يخبر "العربي الجديد" بأنّه يقصد بعد صلاة العصر أحد المنازل مع عدد من زملائه ليلعبوا "ظامت"، فينقسمون في فريقَين، ويتنافس لاعب واحد من كل فريق في حين يشاهد الآخرون ما يجري من تنافس ساخن بين ممثلَيهم. يضيف ولد الفزاز إنّه "يُسمَح للمشاهدين في بعض الأحيان بالتدخل وإسعاف ممثّلهم في اللعبة، عبر تنبيهه إلى خطوة قد تساعده في الفوز على خصمه، وهذا أمر يتّفق عليه الفريقان سلفاً"، مشيراً إلى أنّ "الهزيمة ليست ذات قيمة إلا في حال كانت في ثلاث مرّات متتالية".
اللعبة المفضلة
ويوضح ولد الفزاز أنّ "ظامت هي اللعبة التقليدية الأكثر انتشاراً في موريتانيا. الرعاة يلعبونها وسكان البادية والمدن على حدّ سواء، فهي أنيس الموريتانيين في كلّ المناطق". ويؤكّد أنّ هذه هي "لعبتهم المفضلة من بين ألعاب تقليدية كثيرة ما زالت تقاوم الحداثة وانتشار البدائل بحسب آخر الصرعات".
أمّا العباس، الذي يُعدّ نفسه من الشبان المدمنين على لعبة "ظامت"، فيقول لـ"العربي الجديد": "أتنقّل بين القرى والبوادي في داخل موريتانيا للبحث عن خصم قوي. لعبة ظامت لا تحلو إلا عندما يكون التنافس مع لاعب قوي. حينها فقط يكون اللعب ذا قيمة وجاذبية". يضيف العباس أنّ اللعب يحلو كذلك بحضور المشاهدين الذين ينقسمون في التشجيع بين الخصمَين، ويساعد كلّ طرف لاعبه المفضّل من خلال بعض الأفكار في عملية اللعب المعروفة محلياً بـ"نزل ظامت".
ويؤكد أنّه "كلّما كثر المتحلّقون من شبان ومسنين حول لعبة ظامت، كلّما كانت اللعبة شيّقة. فالمنافسة تصير أكثر أهمية لدى كلّ واحد من الطرفَين، ويستخدم الخصمان كلّ ما يملكان من ذكاء وفطنة للفوز. أمّا المشجّعون فيساندون لاعبهم المفضل من خلال تصويب اللعب ولفت انتباهه إلى الحركة المناسبة في حال عدم ملاحظتها في حينها". يضيف أنّهم ينبّهونه كذلك على ما يُعرف محلياً بـ"سافله"، أي "عندما يأخذ الخصم حجارة أو عيداناً من اللاعب الآخر في حال نسي هو ذلك".
مربعات على الرمل
من جهته، يشرح البكاي ولد سيد أعمر لـ"العربي الجديد"، أنّ مربّعات تُرسَم على الرمل للعب "ظامت"، وهو ما يُعرف محلياً بـ"خط ظامت". يضيف: "ثمّ تثبّت العيدان والحجارة على الجانبَين، وبعد ذلك ينطلق الشخصان المتنافسان في عملية اللعب التي هي عبارة عن قتال شرس بين العيدان والحجارة. والفائز هو الذي تبقى لديه بعض العيدان أو الحجارة بعد أن يخسر الطرف الآخر كلّ ما لديه".
ويتابع ولد سيد أعمر أنّ "اللعب التقليدي يكون من خلال محاولة أحد الطرفَين التقدّم بالعيدان أو الحجارة نحو الآخر، الأمر الذي يستدعي من الخصم التصدّي له عبر مباغتته. وتُرشِد المربّعات المرسومة على الرمل الخصمَين وتتحكّم في اللعب بواسطة قوانين يعرفها اللاعبون والمشاهدون على حدّ سواء". ويؤكّد أنّه "لا يُسمح لأيّ من اللاعبين بالخروج عليها، في حين أنّ تطبيقها بذكاء وفطنة من أبرز عوامل تمكين خصم ما من الفوز على الآخر، على أن يتواصل اللعب لجولة جديدة حتى يكسب ثلاث جولات تمكّنه من استبدال خصمه. فيختار أكثر الحاضرين حماسة للمواجهة في لعبة ظامت".
ويلفت ولد سيد أعمر إلى أنّ "قوانين لعبة ظامت لا تسمح لأيّ من الخصمَين بالرجوع إلى الخلف، ذلك أن المضيّ إلى الأمام بحسب المربّعات المرسومة وفقاً لنظام اللعبة هو السبيل الوحيد للتغلّب على الخصم. كذلك لا تسمح القوانين بتجاوز المربّعات والخطوط المشكّلة للعبة". ويشدّد على أنّ اللعب إلى اليمين أو اليسار والمعروف بـ"النزل على ظر"، محظور كلياً في لعبة "ظامت".