لطيفة عبد الرازق: لاجئون غير معترف بنا في لبنان

18 ابريل 2020
لم يبقَ لها سوى ابن واحد ينفق عليها(العربي الجديد)
+ الخط -
"نحن نعيش منسيين بسبب عدم الاعتراف بوجودنا على خريطة اللجوء الفلسطيني في لبنان، فنحن لا نسكن في مخيّم". هذا ما تقوله بأسى الحاجة لطيفة عبد الرازق لـ"العربي الجديد".

في بلدة عمقا التابعة إلى قضاء عكا في فلسطين المحتلة، ولدت لطيفة عبد الرازق الثمانينيّة قبل أن تضطر إلى مغادرة بلدتها ووطنها مع عائلتها في نكب 1948. تخبر الحاجة لطيفة: "كنت في الثامنة من عمري حين هجم الصهاينة بدباباتهم على بلدتنا عمقا. كانوا يحملون بأيديهم العصي، فلم يطلقوا علينا النار حتى نهرب إنّما أخافونا بتلك العصي وانهالوا علينا ضرباً". تضيف: "كنّا أربع بنات، وحين خرجنا من بلدتنا كانت واحدة من أخواتي حاملاً بشهرها السابع. فاضطررنا إلى البقاء في بلدة جت والعيش تحت أشجار الزيتون إلى أن أنجبت ابنها البكر. وبعد شهر، عندما تعافت أختي وصارت قادرة على المشي غادرنا فلسطين سيراً على الأقدام حتى وصلنا إلى بلدة جويا في جنوب لبنان".

في جويا، سكنت عائلة الحاجة لطيفة ستة أشهر، "وقد استأجرنا البيت الذي عشنا به حينها. بعدها، وبناءً على طلب قريب لنا يدعى عبد الحليم، توجّهنا معه إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وتحديداً إلى منطقة المسلخ حيث بقينا حتى اضطرتنا الحرب إلى الخروج منها. حينها، والدتي هي التي كانت تعمل وتنفق على البيت، لأنّ والدي كان عاطلاً من العمل". وتشير إلى أنّ والدها كان "يعمل في الزراعة في فلسطين والعيشة كانت مستورة. كذلك كانت والدتي تعاونه في عمله". يُذكر أنّ بعد استقرار العائلة في لبنان، أنجبت والدة لطيفة صبياً، غير أنّه فُقد في خلال الحرب وهو في السابعة والعشرين من عمره.



وتتابع الحاجة لطيفة: "حين وقعت الحرب، كنت متزوجة. وبعدما تركنا منطقة المسلخ، انتقلنا إلى منطقة أبو داود في منطقة الأوزاعي، غربيّ بيروت. كنّا تسعة أشخاص نعيش في غرفة واحدة، أنا وأولادي وزوجي، وكانت الأوضاع الاقتصادية سيئة. فزوجي كان يعمل سائق سيارة أجرة، وبالكاد يكفينا الدخل الذي كان يحصّله". ومنذ وفاة زوجها، لم يبقَ للحاجة لطيفة سوى ابن واحد ينفق عليها. تقول: "كان ابني قبل ما نحن عليه اليوم في ظلّ الإجراءات المشددة المفروضة على الناس جميعاً بسبب فيروس كورونا، يعمل قصّاباً في أحد المحال وكان مدخوله يكفينا أنا وعائلته على الرغم من أنّه لم يكن مرتفعاً. أمّا اليوم، فقد بات بلا عمل وليس لدينا من يساعدنا لا أونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) ولا فصائل فلسطينية. نحن نعيش في هذه المنطقة منسيين بسبب عدم الاعتراف بوجودنا على خريطة اللجوء الفلسطيني في لبنان. فنحن لا نعيش في مخيّم لللاجئين الفلسطينيين". ولا تخفي الحاجة لطيفة أنّها ما زالت حتى اللحظة تحفظ "تفاصيل من بيتنا والحديقة والأشجار. وأرغب في العودة إلى فلسطين، لكنّني أظنّ بأنّ الأمر مستحيل... العمر كله انقضى ونحن ننتظر تلك العودة".
المساهمون