لطيفة السرغيني: في أثر الجيلالي الغرباوي

16 يناير 2020
(جيلالي الغرباوي)
+ الخط -

يعدّ الفنان المغربي الجيلالي الغرباوي (1930 - 1971) أحد أبرز روّاد الحداثة التشكيلية في بلاده، إلى جانب أحمد الشرقاوي وفريد بلكاهية وآخرين، من خلال ربط التراث البصري المغربي بعلاماته ورموزه بلوحتهم، والتي شكّلت مجالاً حيوياً للسجال والنقد استمر لعقود.

بعد تخرّجه من "مدرسة الفنون الجميلة" في باريس، وإكمال دراسته في روما، بدأ اسمه بالصعود وهو الذي رسم أول لوحة تجريدية في تاريخ الرسم المغربي عام 1952، معلناً تمرّده على الأسس المدرسية التي كانت قائمة على تقديس الحرف والفنون الشعبية التي كرّسها المستعمر الفرنسي باعتبارها التمثيل الوحيد للفن في المغرب.

"الجبلالي الغرباوي: رسالة المنفى" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن منشورات "ستوديولو" للأكاديمة والباحثة لطيفة السرغيني، ويحتوي سيرة الفنان الذي غادر الحياة وحيداً في باريس، بعد أن غيّر مسار الفن في المغرب. وُيقام حفل إشهار العمل عند السادسة من مساء غدٍ الجمعة في "فيلا الرباط للفنون" بالعاصمة المغربية.

يقدّم الكتاب نظرة ورؤية جديدة حول الغرباوي وأعماله من خلال مجموعة من الشهادات والتفاصيل الدقيقة والوثائق، والتي توجزها المؤلّفة بالقول: "كان الرسم شغفه الوحيد. لم تحظ أعماله في الخمسينيات باهتمام الجمهور الذي اعتاد على اللوحة الفوتوغرافية. ومن هذا المنطلق أُدين الغرباوي لتفرّده".

يأتي الإصدار بعد نشر المؤلّفة كتاب "الحياة قبل التفكير" (2015) الذي تتبّعت فيه تجربة الفنان التشكيلي أحمد اليعقوبي (1931 - 1958)، و"محمد حمري، رسام وبهلوان" (2017) الذي تناولت فيه أعمال وحياة الفنان التشكيلي (1932 - 2000)، في إضاءة على اثنين من روّاد الفن المغربي.

وفي كتابها الجديد، تعود السرغيني إلى نشأة الغرباوي المولود في مدينة جرف الملح التابعة لسيدي بلقاسم في ظروف قاسية، ما اضطره لامتهان العديد من الاشغال ليتمكّن من إكمال دراسته، وكيف استطاع أن يثبت حضوره في أوروبا بشكل خاص، ضمن علاقات ندية جمعته مع عدد من الفنانين الأوروبيين.

تشير المؤلّفة إلى عدم استيعاب ما قدّمه الغرباوي من تجديد على مستوى اللوحة المغربية خلال عقد الخمسينيات وبعده بقليل أيضاً، وكيف تحوّل بعد رحيله إلى ظاهرة لا يزال تأثيرها متواصلاً حتى اليوم، مقدّمة طروحات عديدة في هذا السياق.

المساهمون