وتعتبر لجنة المتابعة الهيئة الأعلى للفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، وتجمع في داخلها الأحزاب السياسية العربية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.
وتأتي الانتخابات بعد نحو سنتين بقيت فيها اللجنة بدون رئيس، سادتها خلالها الفوضى، فغابت عن المشهد في الكثير من الأحداث المهمة في الداخل الفلسطيني، أو بدت ضعيفة ومهزوزة مقابلها، ما ساهم في توجيه انتقادات لاذعة لها، لا سيما من قبل الشرائح الشبابية.
وتم انتخاب الرئيس الجديد من قبل المجلس المركزي للجنة، المكوّن من 53 عضواً، وتنافس بركة في الجولة الثانية مع مرشح الحركة الإسلامية الجنوبية الشيخ كامل ريان، وتغلّب عليه بفارق صوت واحد، حيث حصل على 24 صوتا مقابل 23، فيما صوّت ممثلو الحركة الإسلامية الشمالية برئاسة الشيخ رائد صلاح بالورقة البيضاء في جميع الجولات، علماً أن لهم 6 أصوات من مجمل أصحاب حق الاقتراع، وسبق أن سحبوا مرشحهم. أما الجولة الأولى فضمت أيضاً مرشح التجمع الوطني الديمقراطي، الأمين العام للحزب عوض عبد الفتاح، ومرشحاً رابعاً مستقلاً هو المحامي محمد أبو ريا.
وجرت جولة ثالثة شكلية بعد اتفاق أدبي بين مركبات المتابعة، لكي يتمكن بركة من الحصول على ثلثيّ الأصوات لكي يكتسب شرعيته رئيساً جديداً، وفق ما ينص عليه دستور اللجنة، وعليه حصل على 38 صوتاً، فيما ارتفع عدد من صوتوا بالأوراق البيضاء إلى 15.
اقرأ أيضا: موجة اعتداءات عنصرية على فلسطينيي الداخل: طعن أربعة عمال
وقال النائب محمد بركة في أعقاب ظهور النتائج، إنه سيستقيل من رئاسة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ويتفرغ للجنة المتابعة، مستدركاً أن لجنة المتابعة حمل ثقيل فيه الكثير من الرهبة، ويتوجب تكاتف جميع المركبات، لا سيما في ظل التحديات التي يواجهها فلسطينيو الداخل. وأضاف أن لجنة المتابعة تلتقي على المصلحة الوطنية العليا، بالرغم من اختلاف توجهات مركباتها، كما أكد على أهمية دور رؤساء السلطات المحلية العربية في مختلف القضايا.
وأردف: "إننا شعب يحترم نفسه ولا يمكن إلا أن نعمل بشكل جماعي، وأن نتدارك أية إشكاليات سابقة.. لا يوجد نجاح شخصي في هذا العمل ولكن النجاح يكون جماعياً. وعلينا أن نرمم العلاقة مع من خاب أملهم منا، وأن نستعيد التواصل مع الشباب والعمال ومختلف الشرائح، أن نصغي لمجتمعنا".
من جانبه، قال مرشح التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "انتخاب رئيس جديد هو خطوة مهمة كبداية، ونحن ملتزمون بالتعاون مع الرئيس المنتخب من أجل النهوض بمشروع إعادة بناء لجنة المتابعة وبما يخدم شعبنا. ترشيحي جاء تعبيراً عن موقف بأن هنالك مشروع وطني ثقافي جامع علينا إنجاحه في الداخل الفلسطيني".
واعتبر أن "الخطوة ليست مثالية، فالخطوة المثالية الحقيقية تكون بانتخاب رئيس لجنة المتابعة انتخاباً مباشراً من قبل فلسطينيي الداخل".
أما الشيخ كامل ريان، مرشح الحركة الإسلامية الجنوبية، برئاسة الشيخ حماد أبو دعابس، فأكد لـ"العربي الجديد"، قبوله بالنتيجة، معتبراً أن "الأمر الأهم ليس من الشخص الذي سيرأس لجنة المتابعة بقدر ما هو الانتقال إلى مرحلة جديدة يكمن في صلبها النهوض بلجنة المتابعة".
أما مازن غنايم، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، فقال: "اليوم أعيد إلى لجنة المتابعة المهمة التي استلمت مهامها مؤقتاً في ظل افتقادها لرئيس. الرئيس المنتخب لا يملك عصاً سحرية والمتابعة مسؤوليتنا جميعاً، فالتحديات كبيرة، ونحن كرؤساء سلطات محلية نلمس هذا في الحياة اليومية، ومن هنا من المهم التعاون، فالمصلحة العامة فوق المصالح الحزبية".
اقرأ أيضا: إسرائيل تكثّف نشاطها لوأد الانتفاضة... وتتخوّف من الداخل المحتل