لبنان يحترق من شماله إلى جنوبه...وغرفة عمليات حكومية للمتابعة واستعانة بطوافات قبرص

15 أكتوبر 2019
ضعف إمكانيات الدفاع المدني لتغاضي الحكومة عن الأولويات(حسين بيضون)
+ الخط -
103 حرائق تشعل لبنان من شماله إلى جنوبه، واتسعت رقعة النيران من الأحراج والقرى الجبلية لتصل إلى بعض البلدات الساحلية، ما استدعى وزارة الداخلية إلى تشكيل غرفة عمليات في السراي الحكومي وأخرى متنقلة في بلدة المشرف التي شهدت، ولا تزال، حريقاً ضخماً منذ فجر أمس الإثنين، كما بدأت الاستعانة بالطوافات القبرصية التي باشرت بعملياتها صباح اليوم الثلاثاء.

وأعلن عن وفاة مواطن لبناني خلال مشاركته في إخماد الحرائق في قريته. وذكرت الوكالة الوطنية للأنباء أن المواطن اللبناني سليم أبو مجاهد (32 عاما) توفي على أثر نوبة قلبية ألمت به أثناء مشاركته في إطفاء الحرائق في بلدته بتاتر في قضاء عاليه في محافظة جبل لبنان، وعلى الفور تم نقله إلى مستشفى سان شارل. كما أشارت إلى أن المواطن أبو مجاهد كان قد خضع لعملية تركيب دعامة في القلب.

وأعلنت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن، أن الطوافات القبرصية تعمل في هذه الأثناء على إخماد الحريق في المشرف.

وقالت في تصريحات إعلامية صباح اليوم: "أنشأنا غرفة عمليات في السراي، وأخرى متنقلة على الأرض في المشرف لمتابعة عملية إخماد الحرائق. وننتظر وصول الطوافات القبرصية للمساعدة في إخماد الحريق الكبير في المشرف".

ثم نشرت الوزيرة الحسن مجموعة صور، على حسابها على "تويتر"، للطوافات القبرصية التي تقوم بعملية الإطفاء.

وأعلن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، أن هناك نحو 103 حرائق مندلعة على الأراضي اللبنانية، وتعمل حوالي 200 آلية من الدفاع المدني على إخمادها.

وذكر بيان صادر عن المديرية العامة للدفاع المدني أمس الإثنين، أن 175 حريقاً اندلعت في مختلف المناطق اللبنانية، أوضح أن عناصره عملت بمؤازرة من الجيش اللبناني خلال الساعات الـ72 الماضية في عمليات مكافحة النيران.

وزارة البيئة

نبه وزير البيئة فادي جريصاتي، من اشتداد سرعة الرياح التي تصل حتى 45 كيلومترا في الساعة خلال اليومين المقبلين، "ما يشكل خطرا على غاباتنا وأحراجنا الطبيعية في حال نشوب أي حريق كما حصل في المشرف".

ودعا، في بيان اليوم، "المواطنين إلى تفادي حرق الحشائش اليابسة واتخاذ أقصى درجات الحذر عند تنظيف أراضيهم، كما دعا البلديات على مختلف الأراضي اللبنانية، ولا سيما البلديات الـ26 الأكثر تهديدا بالتعرض للحرائق، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة والاستمرار بأعمال الوقاية تجنبا لاندلاع أي حريق".


الحرائق جرس إنذار للحكومة

غردت النائب رولا الطبش عبر حسابها على "تويتر" بالقول: "حمى الله لبنان من الحرائق، وألف تحية لعناصر الدفاع المدني والإطفاء والجيش والأمن الداخلي الذين يعملون بعزم وإقدام للسيطرة على الحرائق وتجنيب المواطنين الأذى. ونثمن جهود وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، التي أشرفت ميدانيا على العمليات وعملت جاهدة لاستقدام طائرات قبرصية للمساعدة على إطفاء الحرائق".

وغردت النائب عناية عز الدين عبر حسابها على "تويتر" بالقول: "المطلوب من الجهات المعنية التحرك السريع، من أجل الحد قدر الإمكان من كارثة الحرائق في منطقة الدامور وباقي المناطق اللبنانية. هذه الكارثة يجب أن تكون جرس إنذار للحكومة اللبنانية من أجل وضع الخطط اللازمة للتعاطي الجدي مع حالات مماثلة".

وقال رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض على "تويتر": "بح صوتنا ونحن نطالب باستحداث وزارة لإدارة الأزمات والكوارث، لكن دولة لا تستثمر أصلا في مؤسساتها الفاعلة والضرورية كمثل حالة الدفاع المدني وإهمال حقوق المتطوعين فيه، ودولة تلغي وزارة التخطيط لن ننتظر منها إنجازات".

أضاف: "إن ضرورات المرحلة باتت تقتضي إدارة رشيدة وحكيمة ذات اختصاص بديل عن هذا التخبط الحاصل على مختلف المستويات. أنقذوا لبنان فورا من الحريق والطائرات سيكورسكي التي قيل إنها ستضع حدا لمسلسل الحرائق، ها هي ثلاث منها تقبع في مستودعات دون أي عمل أو وظيفة بكلفة شراء بلغت 13 مليونا و300 ألف دولار. في هذه اللحظة تستحضرني حقوق عناصر الدفاع المدني: التحية لكم".

من جهته، قال رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب عبر "تويتر": "كارثة ما بعدها كارثة ما يحصل من حريق في منطقة الشوف لا أعرف من المسؤول ولا أريد توجيه الاتهام العشوائي. وأتذكر أنه عندما كان زياد بارود وزيرا للداخلية طالبنا بشراء طوافات للحرائق، ولكن يبدو أن أفواه البعض لم تشبع بعد لتوفير ثمن طوافتين أو ثلاث".

المساهمون