استمرّ ملف العلاقة بين لبنان والسعودية مادة رئيسة في المشهد السياسي اللبناني، وبينما كان زعيم تيار "المستقبل"، الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، يلتقي السفير السعودي في لبنان في مقرّ السفارة في بيروت، كان التيار الأزرق ينظّم في مناطق لبنانية عدّة حملات للتوقيع على العريضة التضامنية مع المملكة، والتي سبق أن أطلقها الحريري الأسبوع الماضي تحت عنوان "دعم الإجماع العربي".
وفي هذا الإطار، شدّد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على ضرورة "الحرص على عروبة لبنان والحفاظ على هذا الانتماء العربي للبنان".
ولفت السنيورة، خلال حفل شعبي للتوقيع على العريضة، إلى أنّه "ليس هناك من مصلحة على الإطلاق لتخريب علاقات لبنان بالدول العربية، وهذا الأمر ينعكس على كل اللبنانيين، لا يفرق بين منطقة وأخرى ولا بين بلدة وأخرى ولا بين طائفة وأخرى ولا بين مذهب وآخر".
واعتبر السنيورة، أنّ الخروج من المأزق الحالي "يكمن عبر رئيس الحكومة الذي ينطق باسم الحكومة، وهو الوحيد حسب الدستور الذي له الحق بالنطق باسم الحكومة، بأن يعبر عن هذا الرأي وبالتالي يفتح المجال للعلاقات الثنائية بيننا وبين البلدان العربية لإزالة هذه الغيمة العابرة".
وفي السياق نفسه، ناشدت عضو كتلة "المستقبل"، عمّة الرئيس الحريري النائب بهية الحريري، من صيدا "الأشقاء العرب عدم التخلي عن لبنان في هذه الظروف بالذّات"، مشيرة إلى "أننا كلنا ثقة بأنهم يحفظون للشعب اللبناني مكانة محترمة عبّروا عنها خلال عقود من الزمان من الدعم والاستضافة والمؤازرة في المحن والتّحديات".
كما قال النائب أحمد فتفت، في احتفال مماثل في الشمال، إنّ "البعض تنازل كلياً عن المصلحة الوطنية اللبنانية، من أجل المشروع الفارسي وحلمه بالامتداد من طهران إلى بيروت"، مشيراً إلى أن "ما تتعرض له السعودية من هجوم غير منطقي ينطلق من مفهوم حزب الله السياسي والفكري وانتمائه لمشروع ولاية الفقيه بشكل يضر بمصالح اللبنانيين".
ودعا فتفت، إلى موقف وطني ينحاز إلى المصالح اللبنانية، لافتاً إلى أنه في المرحلة الراهنة ثمة "تقاطع مصالح بين إسرائيل وإيران، بين إسرائيل وحزب الله، وهذا تفسير لتدمير الجيوش العربية في سورية والعراق، وإراحة إسرائيل من الأسلحة الكيميائية والنووية".
من جهة أخرى، قال عضو كتلة التنمية والتحرير (التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري)، أيوب حميّد، إنّ حركة "أمل" (الإطار التنظيمي الذي يرأسه بري أيضاً) ترى أنّ "مصلحة لبنان هي بأن يكون على مسافة واحدة من جميع الأشقاء في العالم العربي، من دون أن يكون هناك خنوع أو ذل أو طأطأة للرأس".
وأشار حميّد إلى أنّ "بعض أصوات التزلف والنفاق ترتفع، والبعض لا يدرك لماذا تجري الأمور بهذه الصورة، ولماذا علينا كلبنانيين أن ندفع الأثمان الباهظة جراء مواقفنا وتضحياتنا وثباتنا نحو القبلة الأساسية فلسطين".