يشهد اللبنانيون، اليوم الأربعاء، نهاية الفترة الانتقالية التي أعلنتها الحكومة ضمن خطتها لإدارة أزمة النفايات التي تكدست في محافظتي بيروت وجبل لبنان طوال 8 أشهر.
وعلم "العربي الجديد" أن شاحنات شركة "سوكلين" الخاصة والمُكلفة معالجةَ النفايات الصلبة في المحافظتين، تستمر في نقل النفايات المُتكدسة إلى مطمر الناعمة جنوب بيروت حتى منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس، ليُصار بعدها إلى إقفال هذا المطمر بعد تمديد فترة تشغيله مرتين سابقاً.
وذكرت المتحدثة الإعلامية باسم "سوكلين"، باسكال نصار، لـ"العربي الجديد" إن عمال الشركة رفعوا "875 ألف طن من النفايات المُتكدسة خلال الشهرين اللذين حددتهما الحكومة لإعادة افتتاح مطمر الناعمة". وأكدت نصار أن الشركة "تُشرف بحسب العقد الموقع، بينها وبين مجلس الإنماء والإعمار (تابع لرئاسة الحكومة)، على إغلاق المطمر وتعشيب الأرض فيه".
وفي حين كاد ملف الناعمة أن يجد نهايته، تبقى باقي بنود الخطة غير مُرتبطة بجداول زمنية مُحددة، خصوصاً ما يتعلق بإنشاء مطمرين صحيين جديدين في منطقتي الكوستابرافا وبرج حمود شمالي وجنوبي العاصمة. وكانت الخطة لاقت أصلاً اعتراضات شعبية وبيئية واسعة، ومضت فيها الحكومة باعتبار أنها الحل الوحيد للأزمة.
ويؤكد الخبير البيئي، ورئيس الحركة البيئية اللبنانية، بول أبي راشد، لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة الحالية تتعاطى مع أزمة النفايات بأجندة استثمارية وليس بأجندة بيئية. وبدأنا نسمع أحاديث عن استثمار الأراضي التي ستطمر النفايات فيها على الواجهة البحرية لإنشاء منتجعات".
وقال أبي راشد: "إزالة النفايات المُتكدسة لا يعني انتهاء الأزمة البيئية مُطلقاً، بل يعني ببساطة نقلها إلى الواجهة البحرية للبنان في برج حمود وفي منطقة الكوستابرافا، وهي أزمة ستظهر نتائجها الصحية تباعاً على البشر وعلى الحيوانات البحرية".
كما ذكّر أبي راشد بـ"استمرار كارثة إلقاء عصارة النفايات السامة في البحر عبر أنبوب يمتد لمسافة 1.5 كيلومتر في قلب البحر مقابل بلدة الناعمة حيث يقع المطمر".
كما حذر، أيضاً، من احتمال "إضافة الأطراف المساهمة في أزمة النفايات للمزيد من أطنان النفايات على الورق بهدف تحقيق المزيد من الربح المادي على حساب المواطنين". وتقدر الكمية القصوى للنفايات التي تكدست في محافظتي بيروت وجبل لبنان خلال 8 أشهر بنحو 720 ألف طن (تشير الأرقام الرسمية إلى إنتاج 300 طن من النفايات يومياً)، علماً أن كميات غير مُحددة من هذه النفايات طُمرت وحُرقت بصورة مُخالفة للقانون.
ويُقدر خبراء كمية النفايات الفعلية التي تكدست بنحو نصف مليون طن، في وقت أعلنت "سوكلين" أنها جمعت وطمرت 875 ألف طن!
ومع إقفال مطمر الناعمة تتجه الأنظار إلى موقعي الطمر الجديدين واللذين لم يجهزا حتى اللحظة لطمر النفايات الجديدة. ويتم حالياً تخزين النفايات في بالات قرب هذه المواقع بانتظار انتهاء الأعمال الهندسية لخلايا الطمر. وكانت الحكومة قد استخدمت مخازن "سوكلين" لتخزين النفايات فيها بعد إقفال مطمر الناعمة وانتهاء عقد الشركة دون اعتماد بدائل لهما وهو ما تسبب بحدوث أزمة النفايات. ولم يتم الاعتراف بالأزمة حتى امتلاء هذه المخازن وتكدس أطنان النفايات في الطرقات.