تتواصل الانتهاكات بحق الصحافيين الذين يقومون بتغطية الاشتباكات في بيروت، بين المحتجين والأمن اللبناني الذي قمع الاحتجاجات بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي خلال اليومين الماضيين.
وأمس الأحد، أصيب مراسل قناة "الجزيرة" إيهاب العقدي برصاصة مطاطية في رجله، في أثناء تغطية المواجهات، وأصيب أيضاً مصوّر قناة "الجديد" محمد السمرا، برصاصة مطاطية في يده، وأُصيب صحافي إسباني برصاصة شبيهة.
وبسبب إطلاق الأمن للغاز المسيل للدموع، أصيب مصوّر صحيفة "النهار" المحلية مروان عساف بالاختناق، وهو ما عانى منه أغلب المصورين والمراسلين الموجودين في ساحات الاشتباك، نتيجة تنشقهم الغاز.
واعتقل عناصر أمنيون في وسط بيروت الصحافي الأميركي الحر (Freelancer) نيكولاس فرايكس، خلال وجوده في وسط بيروت، من دون توضيح السبب، بينما أكد صحافيون أنه متهم بتصوير بثّ مباشر لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، لكنّ الأخيرة كتبت أدنى الفيديو أمس أنّه كان من وكالة "رويترز".
وتواصل "العربي الجديد" مع مديرة وكالة رويترز في بيروت، سامية نخول، لسؤالها إن كان الفيديو المنشور هو نفسه الذي توزّعه الوكالة أو لا، فرفضت الإجابة مباشرةً، مكتفية بالقول إنّ هناك اشتراكات حول العالم في الوكالة، مضيفةً: "رويترز وكالة عالمية، وليست لبنانية أو عربية، وهي لا تدخل في هذه التفاصيل".
وعلم "العربي الجديد" أنّ السفارة الأميركية بدأت صباحاً التحرك، للاطلاع على أسباب اعتقال فرايكس وحيثياته.
من جانبه، أصدر جهاز أمن الدولة بياناً توضيحياً، اليوم الاثنين، قال فيه: "إثر تداول وسائل التواصل الاجتماعي خبراً حول إقدام أحد الأشخاص على بثّ فيديوهات مباشرة للأحداث التي كانت تحصل في وسط بيروت لصالح صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تمكنت دورية من المديرية العامة لأمن الدولة من تحديد مكان البث والتوجه إليه، حيث اشتبهت بأحد الأشخاص الذي كان يصور المقاطع نفسها الموجودة على الصفحة المعادية، فتم اقتياده للتحقق من هويته والتثبت من علاقته بتلك الصفحة وحقيقة بثه لصالحها، فتبين أنه يدعى (نيكولاس ا.د.ف.) ويحمل الجنسية الأميركية ومقيم في محلة عين المريسة، كما ادعى أنه صحافي يعمل لحسابه الخاص. بعد مراجعة مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، أشار بتوقيفه وتسليمه لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني مع المضبوطات للتوسع بالتحقيق، فتم ذلك".
وفيما رشق محتجون عناصر مكافحة الشغب في وسط بيروت بالحجارة، طاول بعضها الصحافيين، فأصيب مصور قناة LBCI بيار يوسف يوم السبت، كذلك أصيب فريق عمل القناة بالمفرقعات النارية التي أطلقها محتجون. وأصيب أيضاً مصور "فرانس برس"، أنور عمرو، بالحجارة.
ويوم الجمعة الماضي، تعرّض مراسل "الجديد" آدم شمس الدين لإصابة بحجر في رأسه، في أثناء تغطيته الاحتجاجات في شارع الحمرا.
وأتى ذلك في سياق اعتداءات متواصلة على الصحافيين في لبنان، بلغت حداً دموياً يوم الأربعاء الماضي أمام ثكنة الحلو في بيروت، حيث وقع الاعتداء بالجملة على الصحافيين من قبل قوات مكافحة الشغب، ما استدعى تحركاً احتجاجياً أمام وزارة الداخلية يوم الخميس الماضي.