لبنان: الحراك الشعبي يحيي ذكراه الأولى بـ"إعادة الأمل"

23 اغسطس 2016
1289750F-5221-43A9-B1DA-CC0A4D155AB7
+ الخط -
لم ينجح ناشطو الحراك المدني والشعبي في لبنان في "إعادة الأمل" إلى الشارع، وهو عنوان الوقفة التي دعت إليها حملات الحراك في الذكرى السنوية لانطلاقة المظاهرات الاحتجاجية بشأن "أزمة النفايات".

وتجمع عشرات الناشطين في ساحة رياض الصلح، في العاصمة بيروت، مساء أمس الإثنين، بعد أن ساروا إليها من شارع المصارف المجاور، بمواكبة القوى الأمنية التي أحاطت بالسراي الحكومي.

ولم تخل الوقفة من احتكاك بسيط بين عناصر مكافحة الشغب وعدد من المتظاهرين، قبل أن يحصل تشابك بالأيدي بين عدد من المتظاهرين، نتيجة خلافات شخصية.  

وكانت تظاهرة 22 أغسطس/آب الماضي قد تعرّضت لإطلاق رصاص حيّ من قبل الأجهزة الأمنيّة، التي تبادلت الاتهامات حول الجهة التي أطلقتها، كما تعرّض المتظاهرون لضرب وقمع شديدين، أسسا لسلسلة من التظاهرات الرافضة لأداء الحكومة في ملف النفايات. 

وقد سبق هذه التظاهرة عدة تحركات صغيرة الحجم نظمتها مجموعة "طلعت ريحتكم في سياق الاعتراض على انتشار النفايات في شوارع بيروت منذ يوليو/تموز 2015، إضافة إلى تحركات في مناطق لبنانيّة مختلفة رفضت تحويلها إلى مكب للنفايات. 

وتصاعدت التظاهرات بعد 22 أغسطس/آب 2015، وكانت أوسعها في 29 أغسطس/آب 2015

وأدى العنف الذي مارسته القوى الأمنيّة بحق المتظاهرين إلى تعميق الهوة بين اللبنانيين والأجهزة الأمنيّة، كما اعترضت منظمات حقوقية عالمية على هذا العنف.

ولا يزال 19 ناشطا من المشاركين في الحراك يحاكمون أمام القضاء العسكري، بعد اتهامهم من قبل السلطات القضائية بتهم مختلفة، من قبيل "تشكيل مجموعات شغب خلال الحراك، وإقلاق الراحة العامة، والتعامل مع القوى الأمنية والعسكرية بالشدة".

وأدت هذه التظاهرات إلى إسراع الحكومة في إيجاد حلّ لأزمة النفايات، وهو حلّ لم يبد مثالياً للعديد من الخبراء البيئيين، ولا تزال هذه الحكومة تواجه المشاكل حالياً، مع رفض إقامة مطمر في برج حمّود، والفساد الذي يلاحق المناقصات المرتبطة بهذا الملف، إضافةً إلى تحركات في مختلف المناطق اللبنانيّة، خصوصاً وأن خطة الحكومة لا تزال أقرب إلى جمع النفايات وطمر الجزء الأكبر منها، في ظلّ غياب الفرز والمعالجة لها.

وقد أدت هذه التظاهرات إلى إعادة وصل العلاقة السياسيّة بين مكوّنات الحكومة، بحيث دعا رئيس مجلس النواب، نبيه بري، على خلفية تظاهرات الحراك المدني، إلى عقد جلسات حوار وطني بين مكونات السلطة، وشكّلت هذه الجلسات الغطاء السياسي لقمع المتظاهرين من قبل الأجهزة الأمنيّة والمليشيات الطائفية التي اعتدت مراراً على التحركات على مرأى من الأجهزة الأمنية. 

واستمرت جلسات الحوار حتى اليوم، من دون أن تنجح في إيجاد حلّ لأزمات البلد، الذي تعصف به أزمة سياسيّة حادة، تُرجمت بتمديد ولاية المجلس النيابي، وشغور موقع رئاسة الجمهوريّة منذ مايو/أيار 2014

في المقابل، ورغم التشرذم وغياب المشروع الواضح لدى المعترضين، تمكّن هؤلاء من ترجمة اعتراضهم في صناديق الاقتراع، خلال الانتخابات البلديّة الأخيرة، حيث نالت لوائح الخيار المدني نسباً جيدة من الأصوات واستطاعت الفوز ببعض البلديات.



ذات صلة

الصورة
يمني يعتاش من القمامة (العربي الجديد)

مجتمع

في ليالي العاصمة اليمنية صنعاء الباردة، يتنقل عبده زيد المقرمي بين أزقتها باحثا عن مخلفات البلاستيك والكرتون وسط كومة من النفايات ليعتاش  من عوائدها بعد أن فقد راتبه الحكومي منذ بداية الحرب في اليمن.

الصورة
سودانيات (العربي الجديد)

مجتمع

في أقدم أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، قامت مجموعة من النساء بتحويل مكبات النفايات إلى حدائق مصغرة للاستجمام والاجتماعات للمناقشات بشأن تطوير منطقة حي الخرطوم ثلاثة السكني، وإنشاء جمعية نسوية تعاونية.
الصورة
مبادرة شبابية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

مجتمع

يسابق أعضاء مبادرة "كيس بلدي" في قطاع غزة الزمن لإنجاز أكبر عدد ممكن من الأكياس القماشية وطرحها للراغبين في اقتنائها من خلال صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بديلاً عن الأكياس البلاستيكية التقليدية.
الصورة
طوب البناء في غزة 1/مجتمع (محمد الحجار)

أخبار

عاد حسام الأقرع إلى قطاع غزة بعدما اكتسب خبرة أوروبية لحماية البيئة والاستفادة من النفايات، حتى أنه أنتج أحجار بناء صديقة للبيئة
المساهمون