لبنان: إجراءات وقائية مشدّدة بعد تفشي فيروس كورونا

23 يوليو 2020
منع تقديم النرجيلة نهائياً في الأماكن المغلقة (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

يواجه لبنان اليوم، منعطفاً خطيراً في مسار فيروس كورونا، الذي يسجّل انتشاراً سريعاً مع تزايد عدد الإصابات وحالات الوفيات في الفترة الماضية. إذ أشار وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، إلى أنّ هناك تفشياً مجتمعياً لفيروس كورونا، وهو مؤشر سلبي، على الرغم من أنه لا يزال محدوداً.
ولفت وزير الصحة الخميس من مستشفى ضهر الباشق (قضاء المتن)، إلى أنّ لبنان سجّل اليوم حتى الساعة، 161 إصابة جديدة بالفيروس، في محصّلة هي الأعلى منذ فبراير/شباط الماضي، مشيراً إلى أنّ التجهيزات مستمرّة على صعيد المستشفيات الحكومية، بهدف استقبال المرضى، في ظلّ تزايد أعدادهم.

إلزام الموظّفين والزبائن وضع الكمّامات، تحت طائلة منع دخولهم إليها وتسطير محاضر ضبط بحقهم

 

في السياق، أصدر وزير الداخلية والبلديات، محمد فهمي، اليوم الخميس، مذكّرة تشدّد على ضرورة التقيد التام بتدابير السلامة العامة، بعد "دخول البلاد في مرحلة دقيقة جداً في مجال منع انتشار فيروس كورونا، بسبب ارتفاع أعداد المصابين بشكل كبير، في الأسابيع الماضية، وتمادي البعض بالاستهتار والأنانية واللامبالاة المفرطة بصحتهم وصحة عائلاتهم ومجتمعهم".
وطلب وزير الداخلية اللبناني من أصحاب المؤسسات، وصالات المناسبات الاجتماعية والمطاعم والمقاهي، والملاهي الليلية، والمسابح والفنادق والأسواق التجارية والشعبية، والمحال والسوبرماركت، وضع المعقّمات حيثما أمكن، لا سيما على المداخل والمصاعد الكهربائية، وإلزام الموظّفين والزبائن وضع الكمّامات، تحت طائلة منع دخولهم إليها وتسطير محاضر ضبط بحقهم، في حال المخالفة. بالإضافة إلى الحفاظ على المسافات الآمنة والحدّ من الاكتظاظ، واستعمال ما يقارب نصف القدرة الاستيعابية للمكان، ومنع تقديم النرجيلة نهائياً في الأماكن المغلقة وحتى الخارجية، تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية بحقّ المخالفين وأصحاب المؤسسات، وإقفال المؤسسة في حال تكرار المخالفة.

كذلك، طلبَ من قوى الأمن الداخلي تكثيف الدوريات في مختلف المناطق اللبنانية لمراقبة مدى تطبيق إجراءات السلامة العامة خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات الإدارية المناسبة بحق المسافرين الوافدين عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، أو المعابر الحدودية البرية، والذين يقدمون على إعطاء عنوان سكن ومعلومات مغايرة للواقع.
بدورها، عقدت لجنة الصحة العامة والشؤون الاجتماعية، اليوم الخميس، جلسة برئاسة النائب عاصم عراجي، الذي أشار إلى أنّ اللجنة توقّفت عند ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأسبوعَيْن الماضيَيْن إلى نحو ألف إصابة، وثلث الإصابات سُجّل في لبنان، منذ فبراير/شباط الماضي.
وعزا عراجي السبب إلى عدم الالتزام بالتدابير الوقائية، والتباعد الاجتماعي، بدءاً من الكمّامة إلى التعقيم، من هنا ضرورة التزام المواطن والمحال التجارية والسوبرماركت، بالإجراءات الوقائية، وفرض غرامة على عدم ارتداء الكمامة.
وقال رئيس لجنة الصحة النيابية، "يفترض بالتدابير أن تكون مشدّدة من سبتمبر/أيلول المقبل حتى أكتوبر/تشرين الأول، لأنّ الموجة الثانية في هذا الوقت تكون أقوى وأخطر من الأولى، موضحاً أنّ الارتفاع في الإصابات الذي شهدناه هو استمرارٌ للموجة الأولى، وهذا يعني أنّ انتشار فيروس كورونا سيتّسع أكثر، بعد أن ضرب مختلف القرى والمناطق والبلدات، تبعاً لذلك علينا اتخاذ التدابير اللازمة والكافية من الآن، حتى يصبح اللّقاح حاضراً".

المساهمون