لبنان: أولى اختبارات تحالف عون وجعجع بانتخابات جزين الفرعية

21 مارس 2016
الاختبار الأول لتحالف جعجع - عون (تصوير: الدو أيوب)
+ الخط -

حدد وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، يوم 22 مايو/أيار 2016 المقبل، موعداً لإجراء الانتخابات النيابية الفرعية في قضاء جزين (جنوبي لبنان)، لملء المقعد النيابي للطائفة المارونية الذي شغر بوفاة عضو تكتل التغيير والإصلاح (الذي يرأسه النائب ميشال عون) النائب ميشال حلو.

وبقي المقعد شاغراً، منذ وفاة حلو في يونيو/حزيران 2014 إلى اليوم، على الرغم من التمديد الذي أقرّه المجلس النيابي، من دون لجوء وزارة الداخلية اللبنانية إلى الدعوة للانتخابات تحت حجج أمنية لتعود وتبدّد تلك المبررات بفعل الإجماع السياسي، الذي تم في الحكومة لتحديد مواعيد لانتخاب المجالس المحلية والبلدية، وملء الشغور النيابي في جزين.

لهذه المعركة الانتخابية في الجنوب طعم خاص بالنسبة للقوى المسيحية، وتحديداً رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، الذي خاض الدورة الانتخابية في جزين عام 2009 بوجه حليف حليفه "حزب الله"، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتمكّن من كسب المعركة.

ومن المفترض أن يخوض عون هذه المعركة اليوم مجدداً، في ظلّ ظروف سياسية أكثر أريحية نتيجة التفاهم السياسي، الذي وقّعه مع خصمه المسيحي التاريخي، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

اقرأ أيضا: تحالف 14 آذار اللبناني... نهاية بلا نعي رسمي

وبحسب ما يؤكد مسؤولون من الطرفين لـ"العربي الجديد"، فإنّ التفاهم يتعدّى موضوع دعم جعجع لعون في معركة رئاسة الجمهورية (المنصب الشاغر منذ مايو/أيار 2014)، بل سيتم ترجمته من خلال تحالفات انتخابية أكان في الانتخابات البلدية أو النيابة.

وبالتالي يأتي استحقاق جزين الانتخابي مناسبة لعون وجعجع لتكريس تفاهمهما، مع العلم أنه وفق الحسابات الانتخابية سيكون انتصار عون سهلاً، ففي جزين يقارب عدد الناخبين 55 ألف ناخب، 42 ألف ناخب منهم من المسيحيين و13 ألف ناخب من المسلمين، لتكون هذه الأرقام خير دليل على حسم التحالف المسيحي بين عون وجعجع لهذه المعركة ربما حتى قبل انطلاقها.

ومن المفترض أن يضع هذا الواقع رئيس مجلس النواب ورئيس كتلة التنمية والتحرير، نبيه بري، أمام التفكير الجدي بخوض هذا الاستحقاق والتسليم لعون وجعجع به، مع العلم أنّ اللائحة التي رشّحها بري عن هذه الدائرة في الانتخابات الماضية لم تنل سوى 16 في المائة في أصوات المقترعين. في حين لا تزال قيادة حزب الكتائب ولدى بعض الشخصيات المستقلة في قوى 14 آذار تتحفّظ عن نيّتها خوض هذا الاستحقاق، بوجه التحالف المسيحي الذي جمع قطبين من فريقي 8 آذار و14 آذار.

ويأتي التردّد الكتائبي نتيجة الواقع الانتخابي، إذ لم تتمكن الكتائب والقوات اللبنانية، وكل قوى 14 آذار في انتخابات 2009 سوى الحصول على ما نسبته 25 في المائة من إجمال الأصوات في جزين. وبالتالي قد يبدو خوض معركة في ظلّ وجود القوات اللبنانية في التحالف الآخر ضرباً من الجنون، على اعتبار أنّ حصول الكتائب على نسبة هزيلة يعني التسليم بقوة تحالف عون وجعجع الذي يقول فريقهما إنّ "تحالفهما يشكّل تسونامياً سياسياً وانتخابياً للمناطق المسيحية".

اقرأ أيضاً: لبنان: الحريري وجعجع يعترفان بصعوبة أوضاع 14 آذار