لبنان: "حزب الله" يرفض تمديداً ثالثاً لولاية مجلس النواب

28 اغسطس 2016
نواب الحزب واصلوا الهجوم على تيار المستقبل (Getty)
+ الخط -

واصل نواب "حزب الله" هجومهم السياسي على تيار المستقبل، الذي يُحملونه مسؤولية الفراغ في رئاسة الجمهوريّة، بسبب عدم موافقة المستقبل على انتخاب ميشال عون رئيساً، مؤكدين رفض الحزب أيَّ تمديد جديد للمجلس النيابي، بعد موافقته على التمديد في المرتين السابقتين.

واعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة حزب الله النيابية) النائب حسن فضل الله، في تصريح اليوم الأحد، أنّ الأزمة السياسية في لبنان ناتجة عن طبيعة النظام من جهة، وعن الشغور الرئاسي بفعل عدم القبول بالشراكة الحقيقية التي ينص عليها الدستور من جهة أخرى، قائلاً "إننا مبتلون في لبنان بحزب المستقبل، حيث يوجد بداخله أفرقاء طبيعتهم المعاندة والمكابرة والمشاغبة والمزايدة والمنافسة في ما بينهم".

ورأى فضل الله أنّ "الكرة الآن هي في ملعب حزب المستقبل، حيث أنه هو من يقرر إذا كان يريد حلاً لمشكلة البلد أو أنه لا يريد".

وادعى فضل الله أنّ "حزب الله" دعا تيار المستقبل "سراً وعلانية وفي القنوات الخاصة والمعلنة إلى الجلوس مع الجنرال (النائب ميشال) عون والتحاور معه لحل مشكلة رئاسة الجمهورية"، قائلاً إنّه "لا يجوز أن يبقى البلد معطلاً هكذا".

أما زميل فضل الله، النائب نواف الموسوي، فدعا "الفريق الآخر إلى التوقف عن سياسة الحرمان بحق التيار الوطني الحر"، معرباً عن تأييده رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، في المضي بما وصفه "مسار الانفراج الذي بذله باتجاهه، ولكن بدون إطالة، لأنّ لبنان لا يتحمل وقتاً أطول".

وقال الموسوي، في كلمة في احتفال في جنوب لبنان، اليوم الأحد، إنّه "في غياب الحزم من القيادة الدولية لتيار المستقبل، والقرار لدى القيادة الإقليمية لهذا التيار، يدور صراع الأخوة الأعداء في هذا التيار على من يكون رئيساً للحكومة، ولكن لبنان ليس معه الوقت الكافي لأن يواصل مشاهدة فصول رواية الصراع بين الأخوة الأعداء".

وأضاف الموسوي أنّ "المعضلة الآن ليست عندنا، بل في ذاك التيار، لأنّ هناك من يتقاتل بصورة شرسة كي يمنع فلاناً من الوصول إلى سدة الرئاسة، أو كي يفتح طريقه هو للوصول إلى رئاسة الحكومة، ولكن نحن لا نستطيع أن ننتظر كلبنانيين أن تطول هذه الرواية، أو أن تتكامل فصولها"، داعياً "تيار المستقبل وقيادته الدولية والإقليمية أن يقلصوا رواية الأخوة الأعداء بأهم فصل منها، والذي ننصح الجميع بقراءته، ألا وهو فصل المفتش الأعظم، ليعرفوا أنّ السبت جعل لخدمة الإنسان، ولم يجعل الإنسان لخدمة السبت"، حسب قوله.


من جهته، دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض جميع الأفرقاء إلى "إزالة فكرة التمديد للمجلس النيابي من قاموسهم وتفكيرهم"، مؤكداً أنّ "حزب الله" مع إجراء الانتخابات النيابية في وقتها المقرر وفق قانون انتخابي جديد "يجب أن تتضافر الجهود لإنتاجه".

ولفت فياض إلى أن اللجان المشتركة في مجلس النواب ستناقش الأسبوع المقبل موضوع اللامركزية الإدارية الموسعة "التي نحن مع تطبيقها، وخصوصاً أنها بند ورد في البنود الإصلاحية لاتفاق الطائف الذي نحن مع تطبيق كامل بنوده".

وحذر فياض في الوقت عينه من أنّ "أية خصوصية ضرائبية أو أية صلاحية تشريعية، ولو كانت جزئية ومحدودة، تعني انتقالاً من اللامركزية الإدارية إلى اللامركزية السياسية، وهذا في حال حصوله، سيكون مخالفاً للدستور والطائف ومصالح اللبنانيين"، كما قال.

وأكد فياض استعداد "حزب الله" للذهاب بعيداً في إنجاح تجربة اللامركزية الإدارية، رافضاً أي شكل من أشكال ما أسماها "اللامركزية السياسية"، و"خصوصاً في هذه المرحلة التي تتعرض لكثير من المخاطر والمؤامرات، بما فيها السعي لإعادة رسم خرائط الجغرافيا السياسية للكيانات على مستوى المنطقة"، بحسب قوله.

المساهمون