شهدت بلدة كانيه في ضواحي مدينة كان الفرنسية، جريمة بشعة راح ضحيتها ثلاثة أفراد من أسرة واحدة تعود أصولها إلى لبنان، حين قام رجل في الواحدة والثلاثين من عمره بقتل أمه (61 سنة)، وأبيه (78 سنة)، ثم شقيقته (21 سنة)، طعنا بسكين.
وتعود أحداث الجريمة إلى العاشرة من صباح يوم الأحد الماضي، حين استدعيت الشرطة إلى شقة في جادة سادي- كارنو، لكشف تفاصيل الجريمة، وأكدت فابيان أتزوري، مدعية الجمهورية في مدينة غراس، أن الشرطة القضائية في مدينة نيس، تمّ تكليفها بالإشراف على التحقيق.
وكانت العائلة اللبنانية ضحية الجريمة معروفة وتحظى بتقدير كبير، وهي عائلة مندمجة في المجتمع، وكانت تشارك في كثير من الأنشطة، بحسب نائبة البرلمان، ميشيل تابارو، التي حضرت إلى المكان مع رئيس الشرطة البلدية، ألان شيركي.
وكشفت المدعية العامة أن الشاب القاتل اتصل هاتفيا بأحد أقربائه بعد الجريمة، وترك له رسالة مُسجَّلة، وأن هذا القريب هو من أخبر الشرطة بحقيقة ما جرى. وقالت إن "الخطاب المسجل يتضمن اعترافاً بقتل والديه وشقيقته"، مشيرة إلى وجود "خلاف عائلي، وطابع نفساني"، حيث إن الشاب يعاني من "اضطرابات نفسية".
واعتقلت الشرطة القاتل، وتم عرضه على طبيب نفسي للتأكد من حالته الصحية، ومدى ملاءمتها لوضعه قيد الاعتقال.
وأوردت مصادر صحافية أخبارا عن إقدام الشاب، يوم السبت الماضي، على محاولة انتحار في الشقة نفسها. وهو ما أكدته مدعية الجمهورية بقولها: "جرى تدخّلٌ لرجال إطفاءٍ ناجم عن محاولة انتحار لنفس الشخص. ورفض الشاب اصطحاب رجال الإطفاء إياه إلى المستشفى. يجب العمل على مزيد من التحقق من هذه العناصر".
من جهة أخرى، تحدث ألبير أبيتبول، رئيس المجلس النقابي للبناية، والذي سمعت ابنته الصرخات صباح يوم الأحد، عن الشاب باعتباره يبدو في حالة طبيعية. وأضاف: "التقيته في المصعد قبل أيام. هو طالب، كما هو حال شقيقته. سألته إن كانت أموره تسير بشكل جيد. وتبادلنا الحديث. وكان يبدو لي في حالة جيدة".
وتجزم مصادر الشرطة وأخرى مقربة من النيابة العامة بأن سبب الجريمة لا علاقة له بالتطرف أو الراديكالية.