فتحت وزارة العمل في لبنان تحقيقاً في ملف شركة "رامكو" (المختصّة بجمع النفايات في جبل لبنان وبعض مناطق بيروت) وأوضاع العمّال الأجانب الصحيّة والمادية فيها. إذ راجت أخيراً أخبار تشير إلى حرمان العمّال من أبسط الخدمات الطبية وشروط الوقاية والسلامة، وآخرها فيديو قيلَ إنّه لعامل حاول الانتحار سابقاً، وهو في حالٍ نفسية غير مستقرّة بعدما تعرّض للتعذيب على يد حرّاس أمن تابعين لإدارة الشركة، التي عادت وسجنته في غرفة مظلمة لعدّة أيام. ويمتدّ التحقيق ليشمل أوضاع العمّال المادية أيضاً، بعد تسديد الشركة أجورهم بالعملة الوطنية، لتعذّر حصولها على الدولار وفق سعر الصرف الرسمي، أي 1515 ليرة، علماً أنّ السعر في السوق الموازية، يتخطّى الـ4000، ما دفع العمّال إلى الاعتصام للمطالبة بحقوقهم.
وأشارت المديرة العامة لوزارة العمل بالوكالة، مارلين عطالله، لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الوزارة أرسلت مفتّشين إلى مبنى الشركة وأماكن سكن العمّال، للتدقيق في أوضاعهم والاستماع إلى إفاداتهم والصعوبات التي تواجههم. وأوكلت فريقاً طبياً بإجراء كشف ميداني والتأكّد من صحّة الفيديو الذي انتشر في اليومين الماضيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يُظهر أحد العمّال ملقى على الأرض، وهو ملفوف بحبل، ورُبط المشهد بروايات عدّة، يُصار إلى التدقيق فيها، على أن تعلن نتائج التقرير يوم غد الخميس، إلى جانب الخطوات التي يمكن اتخاذها لحلّ هذه المشكلة.
Twitter Post
|
بدورها، نفت شركة "رامكو" في بيان صادر عنها اليوم الكلام المرتبط بالفيديو، واعتبرت أنّه "تمثيلية لابتزاز الشركة". وقالت: "بعد الأحداث الأخيرة التي حصلت في الشركة نتيجة مطالبات العمّال لناحية سعر صرف الدولار، قامت الإدارة بجهد كبير ومساعٍ مع سفير وقنصل بنغلادش في لبنان، الذي اطلع بشكل مباشر على التقديمات التي تقوم بها "رامكو" للعاملين لديها وخاصة من الجنسية البنغالية، وتمّ التوصّل إلى اتفاق مبدئي يحلّ مطالب العمّال. كلّ هذا أدّى إلى احتواء الموقف، فقامت مجموعة من المتضرّرين من إصلاح الوضع، بفبركة فيلم يتضمّن تعذيباً لأحد العمّال في مصلّى تابع لهم داخل حرم الشركة، هذا المصلّى الذي أصرّت الشركة على إنشائه حرصاً منها على قيام العمّال بممارسة شعائرهم الدينية، وأوحت أنّ هذا التعذيب هو من فعل إدارة الشركة، الأمر الذي تنفيه وترفضه الشركة جملة وتفصيلاً". وسألت الشركة في بيانها: "كيف يمكن لتعذيب كهذا أن يمرّ من دون أن يتدخّل أحد للدفاع أو ردّ الأذى عن زميله؟".
Twitter Post
|
وخرجت قضية العمّال الأجانب في "رامكو" إلى الضوء، قبل أسبوع تقريباً، مع تنفيذهم تحركاً في محيط الشركة، مطالبين بدفع مستحقّاتهم بالدولار، أو على الأقل دفع فرق العملة الخضراء بالليرة اللبنانية لهم. وقد توترت الأجواء بينهم وبين العناصر الأمنية، بعدما قام العمّال بمنع شاحنات الشركة من الخروج، فطلبت إدارة الشركة تدخّل قوى مكافحة الشغب لفضّ الاعتصام، مستخدمة القنابل المسيّلة للدموع.
Twitter Post
|
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة العمل في بيان لها، أنّها استدعت ممثلين عن "رامكو" لجمع النفايات، لمتابعة قضية عمّال الشركة من التابعية البنغالية. وجرى التداول في المشاكل التي يعانيها الأجراء، لجهة تسديد الشركة أجورهم بالعملة الوطنية، لتعذّر حصولها على الدولار الأميركي في ظلّ الأزمة الراهنة، فضلاً عن الصعوبات المترتّبة عن رغبة بعض العمّال بالعودة إلى بلادهم في ظلّ استمرار إقفال المطار بسبب تفشّي فيروس كورونا.