لم تحمل زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى تونس مساء الثلاثاء أي وعود للسلطات بتقديم دعم مادي أو بضخ استثمارات جديدة في البلاد، فيما نفت مصادر من رئاسة الجمهورية التونسية لوكالة تونس أفريقيا للأنباء "وات" ما وقع تداوله، مؤخرا، في وسائل إعلام محلية حول حصول تونس على وديعة بقيمة ملياري دولار من السعودية.
وجاء هذا النفي ردا على تداول وسائل إعلام محلية أنباء تفيد بأن السعودية قررت، خلال زيارة بن سلمان، منح تونس وديعة بقيمة ملياري دولار، إضافة إلى كميات من النفط بأسعار تفضيلية.
ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء "وات" الرسمية عن المصادر نفسها قولها إن تلك الأخبار عارية من الصحة، مكتفية بالقول إن زيارة بن سلمان كانت مناسبة للتطرق إلى واقع العلاقات التونسية السعودية وسبل تطويرها.
وكانت الرئاسة التونسية قد قالت، في وقت سابق، إن اللقاء بين الباجي قائد السبسي ومحمد بن سلمان خصص لاستعراض علاقات التعاون في شتى المجالات والفرص الواعدة لتطويرها، وتم التشديد على مواصلة عقد اجتماع اللجان المشتركة بين البلدين بانتظام.
كما استعرض الجانبان سبل تعزيز التعاون في عدد من المجالات، كالاقتصاد والمالية وتشجيع الاستثمار والتعاون الأمني والعسكري لمجابهة مخاطر التطرف والإرهاب وتبادل التجارب والخبرات في المجالات العلميّة والثقافيّة، دون تقديم أي تفاصيل أخرى.
وعلى مدى السنوات التي تلت الثورة بقي الدعم السعودي لتونس محدوداً. وخلال أكبر مؤتمر استثماري في تونس في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، برعاية قطرية، اكتفت السعودية بتقديم منحة بمبلغ 100 مليون دولار لدعم مشاريع تنموية واقتصادية في تونس، سيخصص منها مبلغ 85 مليون دولار لإنشاء مستشفى شامل التخصصات في مدينة القيروان ومبلغ 15 مليون دولار لترميم مسجد عقبة بن نافع والمدينة القديمة في القيروان.
كما تم تخصيص مبلغ 500 مليون دولار عن طريق الصندوق السعودي للتنمية لتمويل مشاريع تنموية في قطاعات مختلفة، وتخصيص 200 مليون دولار لتمويل صادرات سعودية من خلال برنامج الصادرات السعودية التابع للصندوق.
ولا تحتل السعودية مرتبة متقدمة في ترتيب المستثمرين الأجانب في تونس، فيما تحتل دولة قطر المرتبة الأولى عربيا والثانية دوليا.
وتزامنت زيارة بن سلمان إلى تونس مع رفض شعبي، وعبر التونسيون عن رفضهم لهذه الزيارة من خلال مسيرات في العاصمة وبقية المحافظات، عبر فيها المحتجون عن رفضهم للزيارة التي تأتي في ظل تأكيدات من وكالة المخابرات الأميركية بتورط بن سلمان في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، معتبرين أن هذه الزيارة "عار على تونس الثورة"، كما رفعوا شعار "لا لتدنيس تونس الثورة".