لا صور لأردوغان في شوارع بلاده

14 أكتوبر 2014
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
+ الخط -
في الباص التابع للخطوط الجوية التركية، الذي نقلني من مدينة مرسين إلى مطار أضنة، مروراً بمدينة طرسوس، راقبت الطريق باحثة عن صورة لزعيم البلاد. لم أجد سوى صور العلم التركي، ولافتات تحمل صور نجوم السهرات وحفلاتهم.

لم أعثر في مدينة مرسين كلّها على صورة واحدة لرئيس الوزراء رجب طيّب أردوغان، إلّا في محل كان صاحبه محباً له. الجدير بالذكر، أنّه لا يوجد صور لأردوغان إلّا أيام الانتخابات، إذ تمتلئ الشوارع باللافتات الحاملة لصوره، وصور معارضيه.
هناك تماثيل لأتاتورك في أغلب المدن. ساحة أتاتورك في غازي عنتاب، وفي مرسين، حيث يرفع أتاتورك رأسه في أغلب المدن، ويتنقل بين الشوارع الحاملة لاسمه، ولاسم "الاستقلال". هناك شارع الاستقلال في أنطاكيا، وجادة الاستقلال الطويلة الموازية لبحر مرسين، وفي إسطنبول شارع الاستقلال المتفرع من ساحة تقسيم، وكأن قيمة تركيا متمثلة في مفهوم الاستقلال. الأمة هي القصد، وأتاتورك هو مؤسس الأمة، أما أردوغان، فمحله في المحافل السياسية، لا يفرض صورته على الشعب في الشوارع والطرقات.

من هنا يمكن التقاط مفهوم العلمانية في بلد كتركيا، ثقافته إسلامية، ويعتزّ بالتقاليد الإسلامية المشرقية، ويتعامل حتى اليوم، بكثير من التحفظ في العادات والأصول ومفهوم "الأدب" بالمعنى الاجتماعي التقليدي. فأنت مثلاً ترى فتيات نصف عاريات على الشاطئ، وفتيات يرتدين "الميني جوب والشورت" في الشوارع والباصات في مرسين، من دون التعرّض لهن أو التحرّش بهن إطلاقاً، احترام المرأة في تركيا مقدّس.

يتمسك الأتراك بتراثهم، يتحدثون لغتهم فقط، هم منغلقون على أنفسهم، وغير منفتحين على الآخرين، إذ يصعب العثور على تركي يتحدث الانكليزية حتى في الفنادق والمصارف ووسائل المواصلات. في الطائرة، تتحدث المضيفات بالتركية أو بعضهن بالإنجليزية.
أما لافتات الطرق المحليّة والدولية وأسماء الشوارع والمناطق التي نمرّ بها فمكتوبة باللغة التركية فقط. في تركيا، لا وجود لأي لغة سوى التركيّة. وهذا نادر جداً في بلد سياحي بامتياز يتطلع إلى عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي.
المساهمون