أخفقت الهيئات المنظمة للطيران المدني من مختلف أنحاء العالم في التوصل إلى قرار يوم الخميس حول موعد عودة طائرة "بوينغ 737 ماكس" إلى الأجواء، والتي منعت من التحليق بعد حادثين كارثيين، فيما قالت رابطة النقل الجوي الصينية (كاتا) اليوم الجمعة، إن خسائر شركات الطيران الصينية ستبلغ نحو 4 مليارات يوان (579.32 مليون دولار) بنهاية يونيو/ حزيران بسبب وقف تحليق هذه الطائرات.
القائم بأعمال رئيس إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، دانيال إيلويل، قال في ختام اجتماع استمر يوما واحداً في مدينة فورت وورث في ولاية تكساس، إن الخطة الزمنية الوحيدة المتفق عليها هي "التأكد من أن الطائرة آمنة للطيران".
وأضاف أن الجميع "متحمس لمواصلة الحوار"، لكنه أقر بأنه "يتعين على كل دولة اتخاذ قرارها بنفسها".
وقال إيلويل "إذا قرروا إعادة تشغيل الطائرة في وقت قريب من إعادة تشغيلنا لها، أعتقد أن ذلك سيساعد في استعادة ثقة الرأي العام. لا يمكننا أن نتحرك وفق جدول زمني تعسفي".
قبل حادثي تحطم 737 ماكس في إثيوبيا في مارس/ آذار وفي إندونيسيا في نوفمبر/ تشرين الأول اللذين أسفرا عن 346 قتيلاً، كانت الممارسة الشائعة هي أن يتبع منظمو الطيران المدني الإدارة التي تشرف على ترخيص الطائرة، وهي في هذه الحالة إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية.
اقــرأ أيضاً
وبدّد إيلويل يوم الأربعاء الأمل في التوصل إلى حل سريع بعد الكشف عن أن بوينغ أجلت عرض حل مقترح لمشكلة في إحدى البرمجيات للمراجعة النهائية، بعد أن أثارت وكالته أسئلة إضافية.
وقالت بوينغ في بيان إنها ستحدد موعد التحليق التجريبي وتقديم وثائق التصديق النهائية ما إن تلبي طلب إدارة الطيران الفيدرالية الحصول على بعض المعلومات.
وركز المحققون على برمجية عدم الانهيار التي زودت بها طائرة ماكس المزودة بمحركين أثقل، على اعتبار أنها وراء الحادثين القاتلين.
وقالت "بوينغ" الأسبوع الماضي إن تحديث برمجية "نظام تعزيز خصائص المناورة لمنع الانهيار" MCAS بات جاهزاً لبدء إجراءات إصدار شهادة التصديق، في حين تأمل شركات الطيران الأميركية في عودة الطائرات إلى الأجواء في الوقت المناسب خلال جزء من موسم السفر الصيفي.
لكن إيلويل قال إن العملية قد تستغرق شهراً أو شهرين أو حتى أكثر. وصرح لمحطة "سي.إن.بي.سي" يوم الخميس، قائلا: "يحدد كل ذلك نظير ما نجده في تحليلنا للتطبيق". بمجرد أن تقدم بوينغ جميع الوثائق، ستجري إدارة الطيران الفيدرالية رحلة تجريبية وتحليلاً مفصلاً لتقييم سلامة البرمجية.
ورأى محلل الطيران لدى مجموعة "تيل غروب"، ريتشارد أبو العافية، أن بوينغ تريد تجنب الاضطرار إلى تكرار العملية. وقال لوكالة فرانس برس: "هناك الكثير على المحك من حيث الانطباع الأولي لدى منظمي الطيران في العالم".
اقــرأ أيضاً
شركات الطيران الأميركية التي تشغل طائرة 737 ماكس، بما في ذلك خطوط أميريكان إيرلاينز وساوث إيست ويونايتد، قالت إنها تأمل في أن تعود طائراتها للتحليق بحلول منتصف أغسطس/ آب على أبعد تقدير.
ونالت هذه القضية من سمعة إدارة الطيران المدنية الأميركية التي وجهت إليها اتهامات بممالأة شركة الطيران العملاقة. ويبدو أن سلطات الطيران المدني في البلدان الأخرى أقل استعداداً الآن للاقتداء بها.
وقال ميشال ميرلوزو من معهد إير إنسايت ريسرتش، إن المسؤولين الأميركيين قد ينهون حظر طيران 737 ماكس في نهاية الصيف، على أن تقوم سلطات البلدان الأخرى بالخطوة نفسها بعد "عدة أشهر" من ذلك. وأضاف "نحن في طريقنا لعودة تشغيل الطائرات التي قد تستغرق بعض الوقت".
خلاف أميركي مع عدد من الدول
وقال إيلويل إن المنظمين لم يتخذوا قراراً بعد بشأن التغييرات التي يجب إدخالها على أنظمة تدريب الطيارين بمجرد الموافقة على التعديلات.
وتختلف الولايات المتحدة مع عدد من الدول حول هذه المسألة، بما في ذلك كندا. إذ تعتقد واشنطن أن التدريب على أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية يكفي للطيارين المتمرسين، لكن أوتاوا تريد أن يتم التدريب على أجهزة محاكاة الطيران.
وأكدت هيئة النقل الكندية أنها "تثق تماما" في إدارة الطيران الفيدرالية وإجراءاتها، لكنها لم تستبعد احتمال أن يُطلب من طياري طائرات 737 ماكس تلقي التدريب على جهاز محاكاة.
المدير العام للطيران المدني، نيكولاس روبنسون، قال لوسائل الإعلام الكندية إن التدريب "خيار ممكن"، لكنه أضاف أنه من السابق لأوانه تقرير إن كان سيكون إلزامياً.
وأوضحت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران وكندا والبرازيل ودول أخرى أنها ستقوم بنفسها بالتحقق من التعديلات التي أدخلت على برمجية تثبيت الطائرة أثناء التحليق. لكن لا يعرف ما ستفعله الصين التي كانت أول دولة تمنع 737 ماكس من التحليق بالنظر إلى التوتر التجاري مع الولايات المتحدة.
قبِل نحو 50 ممثلاً من 33 دولة دعوة إدارة الطيران الفيدرالية لحضور مؤتمر المنظمين في تكساس. وقال إيلويل إن الاجتماع المغلق تخللته "أسئلة صريحة ومناقشة صريحة"، مضيفاً أن نظراءه طلبوا "توضيحات" حول الإجراءات الأميركية.
ستستغرق استعادة ثقة المنظمين والرأي العام بعض الوقت، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها شركة ساوث ويست، وتظهر أن العديد من الركاب غير مستعدين بعد للصعود على متن طائرة من طراز 737 ماكس.
ويعبر الطيارون أيضا عن مخاوف. وقالت جمعية الطيارين الأوروبيين "يوروبيان كوكبيت اسوسييشن" الخميس في بيان إنه "قبل عودة بوينغ ماكس إلى الخدمة، نحتاج إلى إجابات وشفافية".
وقالت الجمعية التي تمثل 38 ألف طيار من 36 دولة إنه "أمر مقلق للغاية" أن تفكر إدارة الطيران الفدرالية وبوينغ في إعادة الطائرة للتحليق دون الإجابة على "العديد من الأسئلة الصعبة التي تطرحها فلسفة تصميمها".
وعدا عن سمعتها، تكبدت بوينغ جراء الأزمة تكلفة مالية كبيرة بالنظر إلى أن الطائرة مثلت 80% من طلبات الشركة المتراكمة حتى نهاية الشهر الماضي. والشركة التي علّقت عمليات التسليم، تقبض عند التسليم وستضطر إلى تعويض شركات النقل الجوي عن الخسائر.
(فرانس برس، رويترز)
وأضاف أن الجميع "متحمس لمواصلة الحوار"، لكنه أقر بأنه "يتعين على كل دولة اتخاذ قرارها بنفسها".
وقال إيلويل "إذا قرروا إعادة تشغيل الطائرة في وقت قريب من إعادة تشغيلنا لها، أعتقد أن ذلك سيساعد في استعادة ثقة الرأي العام. لا يمكننا أن نتحرك وفق جدول زمني تعسفي".
قبل حادثي تحطم 737 ماكس في إثيوبيا في مارس/ آذار وفي إندونيسيا في نوفمبر/ تشرين الأول اللذين أسفرا عن 346 قتيلاً، كانت الممارسة الشائعة هي أن يتبع منظمو الطيران المدني الإدارة التي تشرف على ترخيص الطائرة، وهي في هذه الحالة إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية.
وبدّد إيلويل يوم الأربعاء الأمل في التوصل إلى حل سريع بعد الكشف عن أن بوينغ أجلت عرض حل مقترح لمشكلة في إحدى البرمجيات للمراجعة النهائية، بعد أن أثارت وكالته أسئلة إضافية.
وقالت بوينغ في بيان إنها ستحدد موعد التحليق التجريبي وتقديم وثائق التصديق النهائية ما إن تلبي طلب إدارة الطيران الفيدرالية الحصول على بعض المعلومات.
وركز المحققون على برمجية عدم الانهيار التي زودت بها طائرة ماكس المزودة بمحركين أثقل، على اعتبار أنها وراء الحادثين القاتلين.
وقالت "بوينغ" الأسبوع الماضي إن تحديث برمجية "نظام تعزيز خصائص المناورة لمنع الانهيار" MCAS بات جاهزاً لبدء إجراءات إصدار شهادة التصديق، في حين تأمل شركات الطيران الأميركية في عودة الطائرات إلى الأجواء في الوقت المناسب خلال جزء من موسم السفر الصيفي.
لكن إيلويل قال إن العملية قد تستغرق شهراً أو شهرين أو حتى أكثر. وصرح لمحطة "سي.إن.بي.سي" يوم الخميس، قائلا: "يحدد كل ذلك نظير ما نجده في تحليلنا للتطبيق". بمجرد أن تقدم بوينغ جميع الوثائق، ستجري إدارة الطيران الفيدرالية رحلة تجريبية وتحليلاً مفصلاً لتقييم سلامة البرمجية.
ورأى محلل الطيران لدى مجموعة "تيل غروب"، ريتشارد أبو العافية، أن بوينغ تريد تجنب الاضطرار إلى تكرار العملية. وقال لوكالة فرانس برس: "هناك الكثير على المحك من حيث الانطباع الأولي لدى منظمي الطيران في العالم".
ونالت هذه القضية من سمعة إدارة الطيران المدنية الأميركية التي وجهت إليها اتهامات بممالأة شركة الطيران العملاقة. ويبدو أن سلطات الطيران المدني في البلدان الأخرى أقل استعداداً الآن للاقتداء بها.
وقال ميشال ميرلوزو من معهد إير إنسايت ريسرتش، إن المسؤولين الأميركيين قد ينهون حظر طيران 737 ماكس في نهاية الصيف، على أن تقوم سلطات البلدان الأخرى بالخطوة نفسها بعد "عدة أشهر" من ذلك. وأضاف "نحن في طريقنا لعودة تشغيل الطائرات التي قد تستغرق بعض الوقت".
خلاف أميركي مع عدد من الدول
وقال إيلويل إن المنظمين لم يتخذوا قراراً بعد بشأن التغييرات التي يجب إدخالها على أنظمة تدريب الطيارين بمجرد الموافقة على التعديلات.
وتختلف الولايات المتحدة مع عدد من الدول حول هذه المسألة، بما في ذلك كندا. إذ تعتقد واشنطن أن التدريب على أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية يكفي للطيارين المتمرسين، لكن أوتاوا تريد أن يتم التدريب على أجهزة محاكاة الطيران.
وأكدت هيئة النقل الكندية أنها "تثق تماما" في إدارة الطيران الفيدرالية وإجراءاتها، لكنها لم تستبعد احتمال أن يُطلب من طياري طائرات 737 ماكس تلقي التدريب على جهاز محاكاة.
المدير العام للطيران المدني، نيكولاس روبنسون، قال لوسائل الإعلام الكندية إن التدريب "خيار ممكن"، لكنه أضاف أنه من السابق لأوانه تقرير إن كان سيكون إلزامياً.
وأوضحت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران وكندا والبرازيل ودول أخرى أنها ستقوم بنفسها بالتحقق من التعديلات التي أدخلت على برمجية تثبيت الطائرة أثناء التحليق. لكن لا يعرف ما ستفعله الصين التي كانت أول دولة تمنع 737 ماكس من التحليق بالنظر إلى التوتر التجاري مع الولايات المتحدة.
قبِل نحو 50 ممثلاً من 33 دولة دعوة إدارة الطيران الفيدرالية لحضور مؤتمر المنظمين في تكساس. وقال إيلويل إن الاجتماع المغلق تخللته "أسئلة صريحة ومناقشة صريحة"، مضيفاً أن نظراءه طلبوا "توضيحات" حول الإجراءات الأميركية.
ستستغرق استعادة ثقة المنظمين والرأي العام بعض الوقت، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها شركة ساوث ويست، وتظهر أن العديد من الركاب غير مستعدين بعد للصعود على متن طائرة من طراز 737 ماكس.
ويعبر الطيارون أيضا عن مخاوف. وقالت جمعية الطيارين الأوروبيين "يوروبيان كوكبيت اسوسييشن" الخميس في بيان إنه "قبل عودة بوينغ ماكس إلى الخدمة، نحتاج إلى إجابات وشفافية".
وقالت الجمعية التي تمثل 38 ألف طيار من 36 دولة إنه "أمر مقلق للغاية" أن تفكر إدارة الطيران الفدرالية وبوينغ في إعادة الطائرة للتحليق دون الإجابة على "العديد من الأسئلة الصعبة التي تطرحها فلسفة تصميمها".
وعدا عن سمعتها، تكبدت بوينغ جراء الأزمة تكلفة مالية كبيرة بالنظر إلى أن الطائرة مثلت 80% من طلبات الشركة المتراكمة حتى نهاية الشهر الماضي. والشركة التي علّقت عمليات التسليم، تقبض عند التسليم وستضطر إلى تعويض شركات النقل الجوي عن الخسائر.
(فرانس برس، رويترز)