لالا لاند مرشح وضوء القمر منافس...من سيفوز بالأوسكار؟

06 فبراير 2017
شازيل وإليخاندرو(Getty)
+ الخط -


اقترَب موعد حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 89. ثلاثةُ أسابيع فقط تفصل الجمهور عن الحدث السينمائيّ الأكثر متابعة حول العالم، وعن رؤية نجومهم وأفلامهم المفضلة، إمّا على المسرح فائزين بالتمثال الذهبي، أو مصفّقين بين الحضور لفائزٍ آخر.

في هذا المقال، سنحاوِل توقُّع من سيفوز بأوسكار أفضل فيلم. 

تسعة أفلام مرشحة لأوسكار أفضل فيلم، أسوة بقواعد الأكاديمية التي بدأت منذ ثماني سنوات، ورفعت حاجز المرشحين من خمسة أفلام، إلى ما لا يزيد عن عشرة.

ولأسباب تجاريَّة، على الأغلب، تضمن جملة "المرشح لجائزة الأوسكار" نسبة جماهيرية، وتوزيعاً أعلى للفيلم الذي يحصل عليها. وبين التسعة أفلام المرشحة في عام 2016، يبدو La La Land هو الفيلم الأقرب، ولكن الأمر لا يخلو أبداً من المنافسة.

 



أربعة أفلام بعيدة تماماً

بعد زيادة عدد الأعمال المُرشَّحة لأفضل فيلم، صار المؤشر الحقيقي على المتنافسين فعلاً، هو المرشحون الخمسة لجائزة "أفضل إخراج". فغالباً ما ترتبط الجائزتان معاً، فإذا لم يكن الفائز بهما واحداً (كما الحال في 90% من الأوقات)، فسيكون بالتأكيد مرشحاً. حدث استثناء واحد غريب، حين تم استبعاد، بن أفليك، من الترشُّح كأفضل مخرج عام 2012، في حين فاز فيلمه Argo بأوسكار أفضل فيلم. ولكنه أمر استثنائي لم يتكرر في تاريخ الجائزة منذ 25 عاماً قبلها، وساعد "أرجو" تتويجه بجائزة أفضل سيناريو وأفضل مونتاج (وهي الجائزة التقنية الأهم على الإطلاق).



بالنظر إلى أفلام هذا العام سنجد أن أفلام، Fences وHell or High Water وHidden Figures وLion، هي الأفلام الأربعة التي ترشّحت لأفضل فيلم دون أفضل إخراج، وثلاثة منها أيضاً لم تترشح لأفضل مونتاج. ولذلك، فهي مستبعدة تقريباً من احتمالية الفوز. ولسببٍ إضافي، أيضاً، له علاقة بعدم تتويجها بأي جائزة كبرى في جوائز الموسم. فهي أفلام مُقدرَّة نقدياً وجوائزياً بشكل أو بآخر، ولكن كمرشحين، وليس كفائزين.





أربعة أفلام أخرى.. ومنافس قوي


هناك أربعة أفلام أخرى مُهمَّة ومُقدَّرة بشدة، ويحمل كل منها ميزة أو أكثر تجعله متنافساً، ولكن ليس كمرشح أقرب للجائزة بأي شكل، إذ إنَّها من الممكن أن تحمل حظوظاً نسبيَّة. على المستوى النظري، يبدو فيلم Arrival، أهم تلك الأسماء، فهو واحد من أهم أفلام الخيال العلمي خلال السنوات الأخيرة. إذ تمَّ تقديره نقدياً بكافة الأشكال، وهو كذلك محبوب جماهيرياً (وجوده في قائمة الـIMDB يعتبر مؤشر). ولكن السبب الأكبر، هو أنه منافس من الناحية "الكميَّة" على عدد كبير من الفروع، فهو مرشح لثماني جوائز كاملة، ولكن عملياً Arrival ليس قريباً من أي جائزة من الجوائز الثماني، لذلك فله حظوظ قليلة رغم عدد ترشيحاته.

Hacksaw Ridge ينطبق عليه نفس الأمر، فهو مرشَّح لست جوائز، ومحبوب جماهيرياً ونقدياً، ويقع في فئة مفضلة لم تعد تنتج أعمالاً مهمة مثل فئة الأفلام الحربية. ولكن، مع ذلك، فوصوله للترشُّح لهذا العدد في حد ذاته، يُعدُّ إنجازاً غير متوقع، واحتفاءً بمخرجه المثير للجدل (سينمائياً وإنسانياً)، ميل غيبسون، ولكنه بعيد أيضاً عن أي جائزة منهم، وبالتالي بعيد أيضاً عن "أفضل فيلم"، خصوصاً لو وضعنا في الاعتبار عدم ترشحه في فئة السيناريو.



المنافسان الحقيقيان هما Manchester by the Sea وMoonlight، لأنهما الفيلمان الأكثر تقديراً على المستوى النقدي بين أفلام العام كله، ولدى كلاهما حظوظاً للفوز بجوائز مهمة، خصوصاً السيناريو. "مانشستر عبر البحر" مرشح لست جوائز، وعلى الرغم من أن تجاهله في فئة "أفضل مونتاج" يقلل من فرصه (لأنها أهم جائزة تقنية كما ذكرنا)، إلا أنه المرشح الأول للفوز بأوسكار أفضل ممثل وأفضل سيناريو أصلي، مما يجعله اسماً محتملاً.


أما "ضوء القمر" فهو المنافس الأشرس والأكثر قوة، ولأكثر من سبب، فهو مرشح لثماني جوائز، وقريب جداً من الفوز بأفضل سيناريو مقتبس عن عمل أدبي، وأفضل ممثل مساعد. وسينافس بقوة في فئات "الموسيقى والمونتاج" وربما "التصوير". تُوِّج "ضوء القمر" بجائزة "الكرة الذهبية" لأفضل فيلم درامي، وفاز بـ"فيلم العام" من "معهد الفيلم الأميركي". والأهم، أن قصة الفيلم ذاتها مرتبطة بقضايا مثيرة في اللحظة الحالية، وهي الأقليات والعنصرية والمثلية الجنسية. تلك الأمور تجعله المنافس الأقوى للفيلم الأكثر قرباً من الجائزة.




فرس الرهان الأول

على الرغم من منافسة محتملة من "مانشستر" و"ضوء القمر"، إلا أن فرس الرهان الأول، والفيلم الذي تتجاوز حظوظ فوزه الـ50% هو La La Land. ولا مبالغة في أنه واحد من أكثر الأفلام التي نالت زخماً وصخباً جماهيرياً ونقدياً وجوائزياً، خلال السنوات الأخيرة.

 أوَّل ما يرجح كفة "لا لا لاند" هو العدد المهول من الترشيحات، 14 ترشيحاً كاملاً، كرقم قياسي في تاريخ الجائزة، مع All About Eve عام 1950، وفيلم Titanic عام 1997، وكلاهما فاز بأفضل فيلم في سنته، لأنك من الصعب أن ترجح الكفة التنافسيّة لفيلم 14 مرة، ولا يكون الأفضل.



"لا لا لاند" كذلك هو الفيلم المتوج بجوائز الموسم الأهم، والذي جمع بين "الكرة الذهبية لأفضل فيلم موسيقي"، وبين "جائزة نقابة المنتجين"، وبين "أفضل ممثلة في نقابة الممثلين" وعشرات الجوائز الأخرى، وهو الفيلم "المفضل جماهيرياً" (كان في المراكز الـ30 الأولى في قائمة موقع IMDB)، وهو الأقرب أيضاً للظفر بعدد من الجوائز التقنية (أفضل موسيقى، أغنية، تصوير، مونتاج، أزياء.. وغيرها)، ولذلك فهو المرشح الأول وبمسافة عن بقية المرشحين. ولكن تبقى المساحة مفتوحة لمفاجأة من نوع ما، وإن حدثت ستكون لصالح "ضوء القمر" على الأغلب، أو "مانشستر عبر البحر" بنسبة أقل.

دلالات
المساهمون