لافروف يضغط على المعارضة السورية:انسحابكم لايشكل خسارة لأحد غيركم

22 ابريل 2016
ضغوط على المعارضة السورية للعودة لمحادثات جنيف (فرانس برس)
+ الخط -
حاول وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، التقليل من أهمية مغادرة وفد المعارضة السورية الرئيسي لجنيف، حيث تجري مفاوضات صعبة مع وفد النظام، معتبرا أنها "لا تشكل خسارة لأحد غيرهم"، في مسعى لممارسة ضغوط عليه للعودة، عبر الإيحاء بأن المحادثات يمكن أن تستمر دون فصيل معارض وازن.

وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي في يريفان: "إذا كان أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات (التي تضم مختلف أطياف المعارضة السورية) يرفضون قبول فكرة أن السوريين وحدهم يجب أن يقرروا مصير بلادهم، وغادروا طاولة المفاوضات، فهذا الأمر لا يشكل خسارة لأحد غيرهم على الأرجح".

وتأتي تصريحات لافروف بعد تأكيد مصادر مواكبة للاتصالات التي تُجرى مع المعارضة السورية، وتحديداً "الهيئة العليا للتفاوض"، لـ"العربي الجديد"، أنّ ضغوطاً دولية كبيرة تمارس على "الهيئة العليا" من أجل الرجوع عن قرارها تعليق مشاركتها في المفاوضات مع النظام في جنيف، في الوقت الذي تكتمل، اليوم الجمعة، مغادرة جميع أعضاء الوفد لجنيف، باستثناء وفد مصغّر قررت المعارضة الإبقاء عليه حتى الثلاثاء المقبل. 


وكانت المصادر قد أوضحت لـ"العربي الجديد أنّ هذه الضغوط تشمل التلويح بتشكيل وفد جديد للتفاوض عن المعارضة، من خلال رئيس الائتلاف الأسبق، أحمد الجربا، وذلك كورقة ضغط من أجل العودة إلى المحادثات، والتلويح بإمكانية استبدال وفدها بوفد جديد في حال إصرارها على التمسك بشروطها للعودة.

من جهته، أدرج المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، في حديث للإذاعة السويسرية الرسمية مساء أمس الخميس، قرار الهيئة بتعليق مشاركتها في إطار الضغط على مسار المحادثات، وقال: "هناك الكثير ممّا نسميه استعراضات سياسية، وهذا أمر طبيعي".

وأكد دي ميستورا أن محادثات جنيف ستتواصل الأسبوع المقبل، مشدداً على أنه "لا يمكن أن نسمح لهذا بأن ينهار".

وأضاف دي ميستورا أن 400 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية الدائرة منذ خمس سنوات، مؤكدا أنه "لا يمكن أن نسمح لهذا بأن ينهار. يجب أن نراجع وقف إطلاق النار.. يجب أن نسرّع المساعدات الإنسانية، وسوف نطلب من الدول الراعية الاجتماع"، وفق ما نقلت "رويترز".

ويطالب وفد الهيئة العليا للمفاوضات بوقف مجازر النظام السوري في حق المدنيين، واحترامه للهدنة المعلن عنها، رافضا أن تستمر المحادثات "في الوقت الذي يمارس النظام إجرامه"، كما يطالب بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما يصر الوفد الحكومي على أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش في جنيف، مقترحا تشكيل حكومة وحدة موسعة تضم ممثلين عن المعارضة "الوطنية" وعن السلطة الحالية.

من جهته، أكد قدري جميل، المعارض القريب من موسكو، لوكالة "فرانس برس"، الجمعة، أن الجولة الراهنة من المفاوضات ستتواصل حتى الأربعاء المقبل في جنيف، رغم انسحاب وفد الهيئة العليا للمفاوضات، كما قال رئيس وفد النظام، بشار الجعفري، في جنيف، اليوم الجمعة، إن الوفد سيجتمع مع دي ميستورا مجددا الاثنين. 


وعلّقت الهيئة العليا للمفاوضات الاثنين مشاركتها في جولة المحادثات احتجاجا على تدهور الأوضاع الإنسانية، وانتهاكات قوات النظام السوري لاتفاق وقف الأعمال القتالية الساري في مناطق عدة في البلاد منذ 27 شباط/ فبراير الماضي.

وينتظر أن يعقد دي ميستورا مؤتمرا صحافيا، مساء اليوم، يعرض فيه حصيلة اللقاءات والمشاورات التي عقدها منذ انطلاق جولة المفاوضات الراهنة قبل تسعة أيام.