لافروف في تونس لتطويق "ارتدادات الثورات"

03 مارس 2014
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
+ الخط -

يقوم اليوم الأثنين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بزيارة رسمية إلى تونس تستغرق يومين، هي الأولى من نوعها لهذا البلد منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي عام 2011.

ومن المنتظر ان يُجري لافروف محادثات مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة مهدي جمعة، ونظيره التونسي منجي الحامدي، لمناقشة مسائل وقضايا عدة ذات صبغة دولية.

كما سيتم استعراض تاريخ العلاقات الثنائية والملف السوري الشائك، من خلال بحث إمكانية إعادة العلاقات مع دمشق، وخصوصاً بعد إقدام السلطات التونسية على طرد السفير السوري سنة 2012 واحتضانها لمؤتمر "اصدقاء سوريا" الذي أثار حفيظة موسكو، إضافة الى تباحث الملف الأمني وتداعياته على دول المنطقة والذي يتوقع أن يكون حاضراً بقوة على طاولة الاجتماعات بين الطرفين الروسي والتونسي، حسب ما يراه محللون.

وتاتي هذه الزيارة عقب بادرة حسن نية من الجانب الروسي بعد إصدار الخارجية الروسية بياناً، أعربت فيه عن أملها في أن "تتمكن الحكومة التونسية الجديدة من رفع التحديات المطروحة، وحل المسائل العالقة، بما يمكن من توفير ظروف ملائمة ومستقرة، تساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية".

وذهب البعض الاخر الى اعتبار زيارة لافروف إلى تونس تأتي بهدف إعادة تشكيل خريطة المصالح الاقتصادية والسياسية، وسط تنافس في الحضور الدولي من أجل تعزيز مصالحها في المنطقة، ويعزز الحاجة إلى مثل هذه الزيارات المكوكية، حالة الصراع التى تعيشها عدد من الدول المغاربية.

وأوضح المحلل السياسي، نور الدين النيفر، أن المسؤولين في تونس سيكونون حذرين جداً، خلال مناقشتهم الملف السوري مع الطرف الروسي، نظراً للضغوط المسلطة عليهم من قبل الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية بصفة عامة والمعروفة بدعمها وموالاتها للمعارضة السورية.

ويتخوف الروس من ارتداد تجربة تونس على الجزائر بأن يسحب الإسلاميون البساط من تحت أقدام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وقد بدا ذلك جلياً في خطابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث قال في إحداها:"الحكم الإخواني السلفي الذي صنعتموه لم يعد مستقراً ولن يكون مصير تونس بعيداً عن إمساك الجيش بمقاليد الحكم، لأن أوروبا لن تقبل باضطرابات على حدودها كون تونس متداخلة مع أوروبا".

وإضافة الى ليبيا التي تشهد توتراً امنياً نتيجة انتشار السلاح على كامل حدودها المشتركة مع تونس و المعروفة بسيطرة المليشيات المسلحة على أجهزة الدولة في اغلب المحافظات.