توبجو (52 عاماً) هو المدير العام لشركة تركية اسمها "ايج" لصناعة السلع الجلدية، وأحد الأعضاء المؤسسين لجمعية محلية لمساعدة المحتاجين. استطاع توبجو وأصدقاؤه بمساعدة بسيطة من مفوضية شؤون اللاجئين قلب حياة أكثر من لاجئ سوري في المنطقة إلى الأفضل.
قبل ثلاثة أشهر، تعاون لافان مع أصدقائه لتجديد أحد المباني المهجورة في المنطقة، ثم ذهب إلى الملاجئ والخيام المنتشرة قرب الحقول، حيث يعمل لاجئون سوريون. بحث عن العائلات الأكثر احتياجاً كالنساء والأطفال ودعاهم للانتقال إلى المبنى الجديد.
عبير (32 عاماً)، لاجئة سورية فرت من قريتها في ريف حلب العام الماضي رفقة 10 أطفال، تقول: "قبل أن يجدنا لافان وينقلنا إلى هذا المبنى، كنا نعيش في خيام تغرق بالأمطار. لا أستطيع أن أصف ما شعرنا به. أخيراً وجدنا شخصاً يقدم لنا الرعاية، هو يجلب إلينا الطعام والبطانيات، والحلوى للأطفال. أمس أحضر لنا غسالة". أما توبجو فيردّ: "إننا نبذل قصارى جهدنا لكننا نعتقد أننا ما زلنا لا نفعل ما يكفي".
في يناير/ كانون الثاني دخل القانون التركي الذي يمنح السوريين حق العمل حيز التنفيذ. تحرّك توبجو ومن معه بسرعة لمنح أكبر عدد من اللاجئين الحق في الحصول على تصاريح عمل. وفي الأسابيع الأولى، وظف اثنين من اللاجئين بشكل قانوني في المعمل الذي يديره، مقابل نفس الأجر الذي يمنحه للأتراك. ثم حصل لاجئون آخرون على إذن العمل. وينتظر ستة آخرون الحصول عليه للعمل في نفس المعمل. وبذلك يكون قد وظف أكبر نسبة مسموح بها من الموظفين الأجانب في الشركات التركية (10%).
يعلّق توبجو: "لدينا قول مأثور: يمكنك أن تعطي رجلاً سمكة لتناول الطعام، لكن الأفضل أن تعلمه صيد السمك. هذا ما نحاول القيام به".
يقول محمد؛ وهو من أوائل السوريين الذين حصلوا على إذن العمل في المعمل: "إنه عمل جيد، وأشكر الله على ذلك. هدفي هو العودة إلى المنزل مع عائلتي. لم أفكر أبداً في أوروبا. بقينا هنا والآن يمكنني العمل".
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نشرت قصة لافان توبجو كصاحب إحدى أبرز المبادرات الفردية التي غيرت حياة اللاجئين. وأشارت إلى أنه ومجموعته استطاعوا خلق مستوطنة صغيرة للاجئين، يوفرون العمل للرجال فيها في معمل "ايج"، ويقدمون الإقامة والكهرباء والغذاء مجاناً حتى نهاية العام، للسماح للاجئين بادخار بعض المال.