استبعد رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، صحة ما نشر من تصريحات على لسان مستشار الرئيس الإيراني، علي يونسي، التي قال فيها "إن إيران، اليوم، أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً".
وأضاف لاريجاني، خلال مؤتمر صحافي عقده في الدوحة، مساء الأربعاء، "أستبعد أن تكون الترجمة صحيحة لما ذكر من تصريحات، والجمهورية الإسلامية في إيران تكن الاحترام لجميع الدول، وسياستنا تقوم على التعايش السلمي مع جميع الدول، ونحن بعد 36 عاماً من الثورة لم تقم إيران بالاعتداء على أي بلد، بل اعتدي عليها من النظام العراقي السابق، وبعض الدول في المنطقة ساعدته على ذلك".
وطالب لاريجاني "بالالتفات والاهتمام بالتصريحات الرسمية من المسؤولين المعنيين في الجمهورية الإسلامية"، وتابع "أتصور أن ما ذكر من تصريحات غير دقيق".
وكان يونسي الذي يشغل منصب المستشار الأول للرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد قال في تصريح أوردته وكالة "إيسنا" شبه الرسمية في طهران، إن إيران، اليوم، أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتها وثقافتها وهويتها"، في إشارة إلى إحياء الإمبراطورية الفارسية الساسانية التي كانت موجودة قبل الإسلام، والتي احتلت العراق وجعلت المدائن عاصمتها.
وقال يونسي إن "جغرافيا وثقافة إيران والعراق غير قابلتين للتجزئة، وإن كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية، وسيتم الدفاع عنها بكل قوة لأنها جزء من إيران"، مشيراً إلى أن "بلاده تنوي تأسيس اتحاد إيراني في المنطقة.
وحول وجود قوات لبلاده تقاتل في العراق وسورية ولبنان، أوضح لاريجاني أن "داعش قام باحتلال أجزاء من سورية والعراق، والحكومة العراقية طلبت منا المساعدة، والعبء الأكبر كان على الشعب العراقي، وهو الذي وقف في وجه داعش، ولو لم نقم بتقديم المساعدة لتعرض العديد من الدول إلى الإرهاب وتغيرت الأوضاع في المنطقة كلها".
وفي الوقت الذي تجنب فيه ذكر سورية في معرض حديثه عن قوات بلاده في بعض الدول العربية، نفى وجود قوات إيرانية في اليمن، مشيراً إلى أن "هذا اختلاق إعلامي، والمشكلة سواء في البحرين أو اليمن لا يمكن أن تحل إلا من خلال الحوار السياسي الداخلي بين كل الفرقاء المعنيين، وأن على دول المنطقة أن تساعد في هذا الاتجاه".
واعتبر لاريجاني في انتقاد ضمني لموقف دول الخليج من القضية اليمنية، دون أن يسميها أن "ممارسة الضغوط واتهام أحد الأطراف والانحياز إلى الأطراف الأخرى لا يمكن أن تعالج الوضع في اليمن، فهذه القضية لا يمكن أن يحلها إلا الحوار الداخلي لكل الفرقاء"، مشدداً على أن "الحوثيين جزء من الشعب اليمني ولا أتصور أن الدول العربية لا تعترف بهم".
ولفت لاريجاني الذي التقى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعدداً من المسؤولين القطريين، "أنه سمع في الدوحة أن الأساس في حل المشاكل في المنطقة هو الحوار السياسي وهو موقف يبعث على الارتياح وموقف يعتبر مفيداً في حل كافة القضايا المطروحة"، معرباً عن "أمله، في ضوء المباحثات التي أجراها، أن تتقدم علاقات بلاده مع قطر بصورة أسرع، وأن يساهم البلدان في ترتيب الأوضاع في المنطقة والمساعدة في استتباب الهدوء والاستقرار في الإقليم".
اقرأ أيضاً: مستشار الرئيس الإيراني: بغداد أصبحت عاصمة للإمبراطورية الفارسية