لاجئ سوري يحفر أكبر مصحف خشبي في العالم

04 أكتوبر 2014
أنجز رياض 10 في المائة من مشروعه (العربي الجديد)
+ الخط -
يقضي رياض الجزء الأكبر من يومه في العمل على مشروعه، الذي يصفه بـ "أمنية عمره". فمع كلّ كلمة يلصقها بالصمغ، على اللوح الخشبي الكبير، يخطو خطوة في مشروعه الرائد، وهو إنجاز "أكبر نسخة للقرآن الكريم في العالم".
رياض مواطن سوري عمره 38 عاماً، يتحدّر من قرية "نصيب" في ريف درعا، يمتهن الرسم بالفسيفساء، وقد قرّر في عام 2008 البدء في إنجاز أكبر نسخة للقرآن الكريم. وهي من المتوقّع أن يصل وزنها إلى ما يفوق 30 طناً، وبتكلفة كبيرة، يتحمّل رياض نفقاتها منفرداً.
"بعد أن قطعت مراحل لا بأس بها من المشروع اضطررت لتركه في درعا، بعد أن استحالت الحياة هناك، والآن أنا في الأردن، أواصل ما بدأته، وأحاول تذليل العقبات، التي تحول دون تحقيق حلمي"، هذا ما قاله رياض لـ"العربي الجديد".
وعن أهدافه من هذا المشروع، الذي لا يزال قيد الإنجاز، يضيف: "المشروع هو للفت أنظار الشعوب إلى القرآن الكريم، وتبيان حقيقة الدين الإسلامي للشعوب غير المسلمة، وإيصال محتواه إلى الناطق بغير اللغة العربية، إذ نعمل على أن تجمع الألواح في كتاب متكامل، تقلّب فيه الصفحات بطريقة ميكانيكية، وكلّ صفحة تفتح سوف تترجم إلى كل لغات العالم، بوساطة جهاز استشعار، موصول بشاشات عرض، تؤمن الفهم الصحيح للقرآن، في أيّ مكان يعرض داخله".
ونظراً إلى الظروف الاقتصادية السيئة التي يواجهها، فالعمل يرتبط بمدى توفّر المال معه. وهذا يجبر رياض على التوقف عن العمل، أحياناً فترات طويلة، ما يؤخّر فترة الإنجاز الكليّ للمشروع.
في المقابل، ساعد أبناء رياض والدهم على إنجاز حلمه من خلال العمل ضمن ورشة نجارة صغيرة، لتغطية بعض النفقات التي تترتّب على إنجاز المشروع. هذا الذي لا يريده أن يرتبط بجهة معيّنة تتبنّى دعمه منفردة.
يضيف الرجل الحالم: "لا أفكّر في الفشل من الأساس، بل أركّز على النجاح في هذا المشروع، ولا أريده أن يحسب على أيّة جهة، لأنه عمل خالص لوجه الله، وأنا كسوري منكوب ربما لا أملك الكثير، لكن لديّ الأمل في إنجازه وإتمامه على أكمل وجه".
يعمل الرجل وأولاده على أن يدخل المشروع إلى "موسوعة غينيس" للأرقام القياسية، على أنّه الكتاب الأكبر عالميّاً والأثقل، والمنتج بطريقة فنية. إذ يستخدم رياض الخشب عالي الجودة، في محاولة منه إطالة عمر هذا العمل الفني، أطول فترة ممكنة. وهو يرى أنّ هذا العمل سيتحوّل إلى معلم إسلامي، كغيره من المعالم الإسلامية الأخرى.
وينفي رياض أن يكون له أهداف ربحية من وراء هذا العمل، الذي اختار له "الرسم العثماني"، الأكثر تداولاً في عموم المصاحف، الموجودة حاليّاً.
يبقى أنّ حالة اللجوء التي يعيشها رياض الراضي لم تمنعه من السعي الدؤوب إلى تحقيق حلمه، فقد حوّل بلد اللجوء، "الأردن"، إلى وطن العمل، بعدما ضاقت عليه سوريا. لكن لا يخفي رياض رغبته في أن تكون سورية هي البلد الأول حيث يرغب في أن يعرض مشروعه. مشروع أنتج منه نحو 10 في المائة تقريباً حتّى الآن.
المساهمون