انتشرت القوة الأمنية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، جنوب لبنان، وساد الهدوء الحذر بعد اشتباكات استخدمت فيها أسلحة خفيفة وثقيلة. اثنان وستون منزلاً دمّرت بالكامل في منطقة الطيرة في المخيم، عدا عن المحلات التجارية، ونحو 20 منزلاً مدمراً في المناطق الأخرى.
يقع محل أبي سامر المدمر في الشارع الفوقاني في سوق الخضار، يدمع ولا يملك إلاّ أن يقول: "حسبي الله ونعم الوكيل". كذلك، دمّر منزل لينا بالكامل. لا يريد ولداها منها ومن والدهما إعادة بناء المنزل. هما غاضبان من الوضع ويبكيان. لكنّ لينا في الوقت نفسه تتساءل: "من أين المال لإعادة بناء المنزل أساساً، وراتب زوجي الشهري لا يتعدى 300 دولار أميركي. نحن بالكاد كنا نستطيع العيش من هذا المبلغ، وفي الوقت نفسه خسر زوجي عمله أثناء الاشتباكات التي حصلت في المخيم، فقد كان يعمل في شبكة الحنان لاشتراكات الساتلايت (البث التلفزيوني الفضائي) التي دمّرت بالكامل بدورها". تتابع لينا: "قتلوا أحلامنا. هم لا يقاتلون بعضهم بعضاً، بل يحاربون الفقراء والمساكين أمثالنا، نحن نريد حقنا، نريد أن يبنوا لنا منازلنا، من سيعوض علينا خسارتنا؟". تقول: "أنام اليوم في منزل أختي، لكن إلى متى ستتحملني وسيستمر هذا الوضع، إلى متى؟ إذا كان بقاؤنا في الشارع يرضي المسؤولين فسننام في الشارع، ليس لدينا أحد نوجه إليه صرختنا".
بدوره، يقول الشاب حسام مجذوب الذي يعمل نجار باطون (إسمنت): "كنت في المخيم طوال فترة المعارك، وشهدت على تدميره وعلى معاناة الناس وتشريدهم مع أطفالهم. لا أعلم من سيعوض على الناس خسارتهم، فقد عاد سكان المخيم ليعيشوا المعاناة، معاناة الدمار، ومعاناة عدم شعورهم بالأمن والأمان. الوضع لا يطمئن، والمعركة لم تحسم، ولا ندري في أيّ لحظة يعاودون الاشتباك". يضيف: "لكننا نود سؤال المسؤولين عن أمر: من الذي سهّل لهذه المجموعات التغلغل في المخيم وإدخال السلاح لهم حتى يهددوا أمن واستقرار أهلنا؟ من الذي يخطط لتهجير أهل المخيم كما هجروا مخيم اليرموك، كما دمروا مخيم البارد؟ تدمير البيوت يعني أنّ السكان لن يعودوا إليها، فإلى أين يعودون؟ ومن أين سيجلبون الموارد لإعادة بناء ما خسروه؟ ها هم يعيشون اليوم في مسجد الموصلي مشردين عن منازل لم تعد موجودة".
اقــرأ أيضاً
يقع محل أبي سامر المدمر في الشارع الفوقاني في سوق الخضار، يدمع ولا يملك إلاّ أن يقول: "حسبي الله ونعم الوكيل". كذلك، دمّر منزل لينا بالكامل. لا يريد ولداها منها ومن والدهما إعادة بناء المنزل. هما غاضبان من الوضع ويبكيان. لكنّ لينا في الوقت نفسه تتساءل: "من أين المال لإعادة بناء المنزل أساساً، وراتب زوجي الشهري لا يتعدى 300 دولار أميركي. نحن بالكاد كنا نستطيع العيش من هذا المبلغ، وفي الوقت نفسه خسر زوجي عمله أثناء الاشتباكات التي حصلت في المخيم، فقد كان يعمل في شبكة الحنان لاشتراكات الساتلايت (البث التلفزيوني الفضائي) التي دمّرت بالكامل بدورها". تتابع لينا: "قتلوا أحلامنا. هم لا يقاتلون بعضهم بعضاً، بل يحاربون الفقراء والمساكين أمثالنا، نحن نريد حقنا، نريد أن يبنوا لنا منازلنا، من سيعوض علينا خسارتنا؟". تقول: "أنام اليوم في منزل أختي، لكن إلى متى ستتحملني وسيستمر هذا الوضع، إلى متى؟ إذا كان بقاؤنا في الشارع يرضي المسؤولين فسننام في الشارع، ليس لدينا أحد نوجه إليه صرختنا".
بدوره، يقول الشاب حسام مجذوب الذي يعمل نجار باطون (إسمنت): "كنت في المخيم طوال فترة المعارك، وشهدت على تدميره وعلى معاناة الناس وتشريدهم مع أطفالهم. لا أعلم من سيعوض على الناس خسارتهم، فقد عاد سكان المخيم ليعيشوا المعاناة، معاناة الدمار، ومعاناة عدم شعورهم بالأمن والأمان. الوضع لا يطمئن، والمعركة لم تحسم، ولا ندري في أيّ لحظة يعاودون الاشتباك". يضيف: "لكننا نود سؤال المسؤولين عن أمر: من الذي سهّل لهذه المجموعات التغلغل في المخيم وإدخال السلاح لهم حتى يهددوا أمن واستقرار أهلنا؟ من الذي يخطط لتهجير أهل المخيم كما هجروا مخيم اليرموك، كما دمروا مخيم البارد؟ تدمير البيوت يعني أنّ السكان لن يعودوا إليها، فإلى أين يعودون؟ ومن أين سيجلبون الموارد لإعادة بناء ما خسروه؟ ها هم يعيشون اليوم في مسجد الموصلي مشردين عن منازل لم تعد موجودة".
من جهته، يقول مهند مجذوب: "الناس تلقوا الإهانات، والحلّ في نزع السلاح من حامليه. يكفينا عبثاً بحياة السكان، وترويعاً للأطفال. المخيم في حالة نكبة جديدة، فالبيوت مدمرة، والنساء والأطفال مشردون، بينما عائلات المسؤولين تقطن في شقق خارج المخيم. المسؤولون يؤمّنون أولادهم ونساءهم وكلّ ما يملكون، أما نساء وأطفال المخيم فيشردون ويهانون في الشوارع. نحن كفرنا بكلّ التنظيمات الفلسطينية".
مريم من سكان حي الطيرة، تعرض منزلها ومنزل أهلها للقصف. تقول: "بالإضافة إلى دمار منزل أخوتي واحتراقه بالكامل، ودمار أثاث منزلي، تعرضت للسرقة، فقد سرقوا سبع ليرات ذهبية من منزلي، لا أعلم من، لكن من دخل بيتي أثناء غيابي عنه سرقني".
نايف أبو سالم يملك محطة الحنان للساتلايت، هو مقيم في مخيم عين الحلوة، في حي صفوري. يقول: "بتنا للأسف نفرّق بين الأحياء بحسب التنظيمات المتعاركة المسيطرة عليها، فنقول: حي الطيرة، وحي صفوري، وحي الصفصاف، وحي الرأس الأحمر. كلّ ما فينا انكسر... الشعب الفلسطيني وجد ليحارب الصهاينة، وبندقيته يجب أن توجه إلى الصهاينة. السلاح هو لتحرير فلسطين، أما ما نشهده اليوم فهو على العكس من ذلك، فالبندقية مصوبة نحو الشعب الفلسطيني".
يتابع: "المحطة دمّرت مع أجهزتها بالكامل. قيمة الأضرار تعادل 160 ألف دولار، عدا عن توقف عمل الموظفين الذين تعيش من رواتبهم 15 عائلة أي نحو 120 شخصاً". ويضيف: "هذه المرة خسرنا كلّ شيء. سنحاول إعادة تصليح المحطة، لكنّ التجار في بيروت يطالبوننا أولاً بالدين القديم، ولا يوافقون على إعطائنا الأجهزة بالدين. يسألوننا عن الضمانات لدينا. لكنّنا فلسطينيون وليس لدينا ما نرهنه، ولا كفالات مصرفية لنا كي يزوّدنا التجار بما نريد ديناً. من سيعوض علينا خسارتنا؟".
أما عن الوضع في الأحياء المدمرة فيقول: "هناك بيوت سُرقت قبل ضربها بالقذائف وحرقها... من سرقها أحرقها حتى يخفي سرقته. المخيم يعيش حالة نكبة. لو أنّنا رضينا باتفاق كامب ديفيد وعشنا في أراضي الـ67 لما وصلنا إلى مهزلة قتل بعضنا البعض كما يحصل اليوم".
اقــرأ أيضاً
مريم من سكان حي الطيرة، تعرض منزلها ومنزل أهلها للقصف. تقول: "بالإضافة إلى دمار منزل أخوتي واحتراقه بالكامل، ودمار أثاث منزلي، تعرضت للسرقة، فقد سرقوا سبع ليرات ذهبية من منزلي، لا أعلم من، لكن من دخل بيتي أثناء غيابي عنه سرقني".
نايف أبو سالم يملك محطة الحنان للساتلايت، هو مقيم في مخيم عين الحلوة، في حي صفوري. يقول: "بتنا للأسف نفرّق بين الأحياء بحسب التنظيمات المتعاركة المسيطرة عليها، فنقول: حي الطيرة، وحي صفوري، وحي الصفصاف، وحي الرأس الأحمر. كلّ ما فينا انكسر... الشعب الفلسطيني وجد ليحارب الصهاينة، وبندقيته يجب أن توجه إلى الصهاينة. السلاح هو لتحرير فلسطين، أما ما نشهده اليوم فهو على العكس من ذلك، فالبندقية مصوبة نحو الشعب الفلسطيني".
يتابع: "المحطة دمّرت مع أجهزتها بالكامل. قيمة الأضرار تعادل 160 ألف دولار، عدا عن توقف عمل الموظفين الذين تعيش من رواتبهم 15 عائلة أي نحو 120 شخصاً". ويضيف: "هذه المرة خسرنا كلّ شيء. سنحاول إعادة تصليح المحطة، لكنّ التجار في بيروت يطالبوننا أولاً بالدين القديم، ولا يوافقون على إعطائنا الأجهزة بالدين. يسألوننا عن الضمانات لدينا. لكنّنا فلسطينيون وليس لدينا ما نرهنه، ولا كفالات مصرفية لنا كي يزوّدنا التجار بما نريد ديناً. من سيعوض علينا خسارتنا؟".
أما عن الوضع في الأحياء المدمرة فيقول: "هناك بيوت سُرقت قبل ضربها بالقذائف وحرقها... من سرقها أحرقها حتى يخفي سرقته. المخيم يعيش حالة نكبة. لو أنّنا رضينا باتفاق كامب ديفيد وعشنا في أراضي الـ67 لما وصلنا إلى مهزلة قتل بعضنا البعض كما يحصل اليوم".